بحفل زفاف خيالي أجهض كل النساء الحوامل، و حتى تلك التي لا تعرف معنى كلمة "كروفيط رويال"، أطلق الوزير بوليف حملة كلنا ضد الفقر أو بكلمة أخرى "زيرو جوع". هناك من سيقول "لا تحسدوا الناس لأن الله أنعم عليهم برزقه و هو يحب أن يرى نعمته على عبده"، و هناك من سيقول "اعلاش انتينا خلصتيلو شي حاجة"؟ و هناك من التعاليق الفايسبوكية ما يتغير و يتبدل بحال تغيير فكر صاحبه، لكنها أجمعت كلها على كونه تبذيرا مصورا أسال لعاب "المشتهين" و اشمئزاز المعارضين و حمد و شكر المؤيدين. المهم في هذا كله أنني قست الحفل على حفل آخر مماثل، و كان بدوره في طنجة، حيث قاما عريسين من عموم الشعب بتجهيز مالذ و طاب بمعية الأهل و الأحباب و استدعوا كل متشردي المدينة و فرقوا عليهم الأكل حتى "شاط"، و بات كل الفقراء سعداء، شبعى لا ينقصهم إلا المأوى، و بهذا التصرف حضر بذهني ما كان يقوم به الفاروق سيدنا عمر رضي الله عنه. بعودة لمن ربط بين الدين و الدنيا:" من الأحق باستخلاف أمورنا في هذه الحالة؟ من يتهافت على تقاعد مريح أبدي أم من لم يعلم أحد حتى باسمه؟" ثم كيف لرئيس الحكومة أن يشرف أهل الزفاف بحضوره و يسعد لموائدهم دون أن يتذكر بأن حريقا شب بسوق "مالاباطا" قبله بأيام، ودون أن يكلف نفسه عناء تواصله مع الضحايا مستغلا فترة تواجده في الحفل، و نحن على أبواب انتخابات في غضون الشهور القليلة القادمة؟ هذا ليس سوى رد مقتضب على من نعت المعارضين لهذا التبذير بالحسودين و الحقاد.. طباعة المقال أو إرساله لصديق