تقدر الجالية المغربية في الدّنمارك بحوالي 12000 مواطن ومواطنة، ساقتهم ظروف الهجرة في بداية الستينيات من القرن الماضي بحثا عن تحسين ظروف المعيشية من أجل مستقبل أفضل، كانت نتائجها وحسناتها دعم اقتصاد بلدهم المغرب من خلال التحويلات التي يقومون بها باستمرار. وهم كغيرهم من مغاربة العالم المنتشرين في القارات الخمس يعيشون بين تحولات العالم وتجاذباته، والظروف الإقليمية لدول الاحتضان. هذا بالإضافة إلى المشاكل والهموم والتحديات التي ترافقهم في حياتهم اليومية، و التي يتمحور مجملها حول عملية الاندماج وإشكالات الهوية للحفاظ على الثقافة والخلفية الإسلامية، ومحاولة ترسيخها لدى الأجيال القادمة التي ولدت ونشأت وترعرعت ببلدان الاستقبال، وذلك من خلال التربية والتعليم، وهذه مسؤولية الجميع بلا شك. وقد كان من المفترض أيضا أن تقوم المؤسسات الرسمية المغربية على أداء واجب التواصل المستمر معهم في محطات عديدة، أبرزها الحقل التعليمي والتربوي، والذي يعتبر جوهر الحصانة وصمام الأمان للأجيال القادمة، بالإضافة إلى دور القنصليات والسفارات التي تعتبر حلقة الوصل المهمة والمفصلية في تواصل مغاربة العالم مع بلدهم المغرب. إذ تمثل هذه الواجهات القنصليات والسفارات بلدهم الأصلي الذي يلجأون إليه من أجل قضاء مصالحهم الإدارية المختلفة. في هذا الصدد ومن أجل الانفتاح والتواصل مع أفراد الجالية المغربية في الدّنمارك، نظمت جمعية مغرب التنمية فرع الدّنمارك، لقاءً تواصليا عاما مع جميع أطياف الجالية المغربية في العاصمة كوبنهاجن، وذلك يوم السبت 17 أكتوبر 2015. كان الغرض من اللقاء، فتح عهد جديد في علاقة مغاربة الدّنمارك مع السفارة والعمل الإداري الذي يطبعه الاحترام المتبادل والقرب والحوار الجاد والمستمر. استجابة لمطالب مغاربة الدّنمارك بتقريب الإدارة من المواطنين في إطار الرعاية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لعموم مغاربة العالم من أجل تطوير الأداء القنصلي وجودة الخدمات الإدارية المقدمة لهم. وقد افتتح اللقاء السيد حسين الغيوان رئيس جمعية مغرب التنمية في الدّنمارك، بكلمة رحّب فيها بالحضور والتفاعل الإيجابي مع قضاياهم، ودعا السيد الحسين إلى الاحترام التام والمتبادل بين موظفي الادارة والمواطنين. وأوضح السيد الغيوان قائلا: أنّ جمعية مغرب التنمية، قامت بتوجيه الدّعوة لسفارة المغرب في كوبنهاجن قصد المشاركة في هذا اللقاء التواصلي، الذي كان من المترض أن يتم في شهر فبراير مع أفراد الجالية من أجل الاستماع لوجهة نظر الطرفين ليزول الغموض وتتحسن العلاقة وتبنى على أسس الود والتعاون والاحترام المتبادل، لكن السفارة لم تتجاوب مع الدّعوة، معلّلة أنّ المبادرة قد سبق وتقدمت بها جمعيات أخرى من قبل. مباشرة بعد ذلك تم عرض خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لاعتلائه عرش أسلافه المنعمين، والذي تلقته الجالية المغربية بشكل عام، وفي الدّنمارك خصوصا بغبطة كبيرة وسرور منقطع النظير. حيث أولى فيه جلالته اهتماما بالغا برعاياه في الخارج، وتحدث بإسهاب عن همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم مع الإدارة، إذ شدد جلالته بحزم وقوة بالغة على ضرورة وضع حد للمشاكل التي تعرفها بعض قنصليات المملكة، كما وجدد جلالته حرصه السامي على حماية مصالح أفراد مغاربة العالم أينما كانوا. هذا، وقد شكّل اللقاء التواصلي مناسبة جيدة، استعرض من خلالها مجموعة من المتدخلين مشاكلهم وهمومهم التي يعانون منها، في علاقتهم بمصلحة القنصلية، واقتراح بعض الحلول العملية للمشاكل العالقة. وفي نهاية هذا اللقاء التواصلي تُلي البيان الختامي الذي سيرفع للحكمومة والسلطات المعنية بالقطاع…