تقدر الجالية المغربية القاطنة بخيرونا و النواحي بأزيد من 50.000 مواطن, هاجروا من بلدهم الأصل بحثا عن مستقبل و حياة أفضل, لكنهم و بعد عقود من الازدهار و العيش الكريم, يعيشون الآن على إيقاع تداعيات الأزمة الاقتصادية التي أتت على الأخضر و اليابس بإسبانيا و التي جعلت الجالية المغربية بصفة عامة تؤدي فاتورة الأزمة أكثر من غيرها من الجاليات الأجنبية, هذا بالإضافة إلى المشاكل و الانشغالات التي ترافق المهاجر منذ استقراره ببلد الاستقبال و التي تدور مجملها حول إشكالات الهوية و الاندماج, الحفاظ على الثقافة الأصلية و نقلها إلى الأجيال الشابة المزدادة ببلدان المهجر بدعم أو غياب المؤسسات الرسمية المغربية و التي يعتبر دورها أساسيا في تحقيق هذا الهدف. و مع افتتاح القنصلية العامة للمملكة بخيرونا, يبدأ المهاجرون المغاربة عهدا جديدا في علاقتهم مع الإدارة المغربية في بلدان الاستقبال, يطبعه القرب, المصاحبة و الحوار المستمر, من جهتها, و في إطار جهودها المتواصلة من أجل الانفتاح و التواصل مع أفراد الجالية المغربية القاطنة بمدينة خيرونا و النواحي, نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية لقاءا تواصليا بمقر القنصلية مع جمعيات المجتمع المدني الممثلة للجالية المغربية, و ذلك يوم 22 يونيو الماضي, بحضور القنصل العام السيد, إبراهيم بادي و كذا العديد من أطر و موظفي القنصلية, إلى جانب رؤساء الجمعيات المدعوة لهذا اللقاء و بعض الفاعلين الجمعويين. و افتتح اللقاء السيد القنصل العام, بكلمة رحّب فيها بالحضور مع تقديم التهاني لكل أفراد الجالية بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك, كما تطرق السيد القنصل العام خلال كلمته إلى أهمية هذا اللقاء التواصلي و الذي يأتي بمناسبة مرور سنة على افتتاح مقر القنصلية العامة بخيرونا في إطار الرعاية السامية التي يوليها الملك محمد السادس لأفراد الجالية المغربية بالخارج و كذا جميع المؤسسات الرسمية المهتمة بشؤون المهاجرين من وزارة وصية و مؤسسات أخرى, و كذلك استجابة لمطالب الجالية بتقريب الإدارة من المواطنين , حيث ثم التذكير بالظروف الصعبة التي عرفها افتتاح القنصلية و التي جعلت من أولوياتها تحسين ظروف استقبال الجالية و تطوير الأداء القنصلي مع الأخذ بعين الاعتبار جميع انتقادات و آراء الجمعيات و كذا عموم المواطنين حول جودة الخدمات القنصلية المقدمة, كما قدّم السيد القنصل العام بعض الأرقام و المعطيات حول عمل القنصلية, حيث استقبلت المصالح القنصلية بخيرونا أكثر من 15.000 تسجيل قنصلي, كما سلّمت ما يناهز 6000 جواز سفر بيومتري, و سجلت ما يقارب 800 ولادة سنة 2013 و حوالي 500 ولادة خلال الستة الأشهر من السنة الجارية. كما شكّل اللقاء مناسبة استعرض خلالها كافة المتدخلين المشاكل الكثيرة التي يعاني منها أفراد الجالية المغربية بالمنطقة سواء في علاقتهم بالمصالح القنصلية و كذا السلطات الإسبانية, و منها, تسهيل الإجراءات الإدارية, تعليم اللغة العربية و الأمازيغية لأبناء الجالية, ترحيل الجثامين, إيصال شكاوي و مقترحات الجالية للجهات المختصة بالمغرب و غيرها من القضايا الهامة, و في هذا الإطار أوضح السيد القنصل العام أن القنصلية لا تدخر جهدا من أجل العمل على حل جميع القضايا و المشاكل التي تعترض المواطنين المغاربة, و أن القنصلية تتدخل كذلك و في حدود الممكن, لدى السلطات الإسبانية من أجل حل مشاكل المهاجرين مع الإدارة المحلية, كما تم التأكيد على أن المهاجرين المغاربة باعتبارهم سفراء لبلدهم الأم, مطالبون بإعطاء أحسن صورة عن المغرب في تعاملهم مع بلدان الاستقبال, و من جهتهم أكد رؤساء الجمعيات الحاضرة على أهمية هذا اللقاء و ضرورة تنظيمه بشكل دوري و ذلك لمواكبة كافة المستجدات و اقتراح حلول للمشاكل التي قد تعترض الجالية في معيشها اليومي. و في نهاية هذا اللقاء التواصلي, تمت تهنأة الشاب المغربي, محمد العمراني باعتباره أول مغربي يحصل على جائزة مؤسسة أمير خيرونا لسنة 2014 للتضامن, و ذلك لجهوده المتميزة من أجل اندماج الطبقات الاجتماعية الهشة و المهمشة, حيث تمت تلاوة نص التهنأة التي تلقاها من كل من السيد, فاضل بنيعيش, سفير المغرب بالعاصمة مدريد, و كذا من السيد, أنيس بيرو, الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة, كنموذج للشباب المغربي المندمج و المتفاعل ببلدان المهجر. و اختتم اللقاء بحفلة شاي على شرف الحضور