لم تفوت جمعية "البوغاز" للمهاجرين المغاربة المقيمين بمنطقة أراغون الإسبانية، فرصة وجود قنصل المملكة المغربية بتراغونا، عبد القادر مصلح، خلال حفل افتتاح الأسبوع الثقافي المغربي بسرقسطةرئيس جمعية البوغاز (يمين) رفقة القنصل العام للمملكة بتراغونا (خاص) وذلك من أجل المطالبة بإنشاء قنصلية جديدة بهذه المدينة المطلة على نهر "إبرو"، شمال شرق إسبانيا. وقال رئيس الجمعية، محمد تامر قدوس، مخاطبا القنصل العام المغربي إن "المغاربة المقيمين في أراغون يبلغ عددهم نحو 20 ألف شخص، خمسة آلاف منهم يقطنون بمدينة سرقسطة، لهذا يناشدون وزارة الخارجية بإنشاء قنصلية جديدة بهذه المنطقة، تخفف عن أفراد الجالية عناء السفر إلى تراغونا، ضواحي برشلونة، لتجديد جوازات سفرهم أو بطاقاتهم الوطنية". القنصل المغربي قدم تبريرات معززة بإحصائيات وأرقام مضبوطة، حول قرار إنشاء قنصلية بمنطقة ترّاغونا عوض سرقسطة، عاصمة أراغون، موضحا أن عدد المغاربة المقيمين بالمنطقة الأولى يفوق 100 ألف، بينما في الثانية لا يتعدى الرقم 20 ألفا. ومع ذلك أبى إلا أن يدوّن طلب المهاجرين المغاربة بسرقسطة في مذكرته الخاصة، ووعد بإبلاغه للمعنيين بالأمر. وكان المغاربة المقيمون بمنطقة أراغون يضطرون إلى التنقل إلى غاية برشلونة، حيث توجد القنصلية العامة للمملكة، التي تخدم لوحدها مصالح أكثر من 300 ألف فرد من الجالية المغربية المقيمة في مناطق كطالونيا وأراغون وجزر البليار، شرق إسبانيا، قبل أن تقرر وزارة الخارجية فتح قنصلية جديدة بتراغونا، في الفاتح من شتنبر الماضي، لتخفيف الضغط على قنصلية برشلونة. وتوجد بإسبانيا 11 قنصلية، وواحدة متنقلة، رهن إشارة ما مجموعه 758 ألفا و174 مهاجرا مغربيا في وضعية قانونية، حسب إحصاءات حديثة لوزارة الهجرة والشغل بإسبانيا، أي ما يعادل قنصلية واحدة لكل 62 ألفا و924 مواطنا، وهذه القنصليات الإحدى عشرة هي: قنصلية أليكانتي، وقنصلية الجزيرة الخضراء، وقنصلية برشلونة، وقنصلية بلباو، وقنصلية بورغوس، وقنصلية مدريد، وقنصلية لاس بالماس بجزر الكناري، وقنصلية ترّاغونا المستحدثة أخيرا، وقنصلية فالينسيا، وقنصلية ألميريا، وقنصلية إشبيلية، كما وُضعت أخيرا قنصلية متنقلة بجزر البليار، شرق إسبانيا، رهن إشارة ما يقرب من 26 ألفا من المغاربة المقيمين بهذه الجزر، الذين أصبح بإمكانهم تجديد جوازات السفر، واستخراج الوثائق الإدارية، وتسجيل الولادات الجديدة في الدفتر العائلي في جزيرة مايوركا دون عناء السفر عبر الطائرة أو الباخرة إلى غاية برشلونة. وتنتقل هذه القنصلية المتحركة إلى مايوركا، ثلاثة أيام في الشهر، من أجل تلبية حاجيات الجالية المغربية المقيمة بجزر البليار، في إطار تقريب الإدارة من المواطنين المغاربة المقيمين في جزر البليار، وتقديم حلول لمشاكلهم. وتوقعت مصادر إعلامية أن تستقبل القنصلية المتنقلة ما بين 300 و400 من المغاربة في اليوم الواحد. وتوجد حاليا على طاولة وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، طلبات عاجلة بإنشاء قنصليات جديدة أو ملحقات تابعة لها في عدد من المدن الاسبانية، من بينها طلب لجمعية المغاربة القاطنين بأراغون، بإقامة ملحقة إدارية بمدينة سرقسطة، وهو الطلب الذي ألح عليه رئيس الجمعية، محمد تامر، خلال الأسبوع الثقافي المغربي بهذه المدينة، الذي اختتم على إيقاعات أغاني شعبية، أداها بإتقان الفنان المغربي مصطفى غوزال، رفقة مجموعة من الراقصات من البرازيل. وتزامن حفل الاختتام مع عيد الأضحى، الذي احتفل به المهاجرون المغاربة في إسبانيا، يوم الجمعة الماضي، ما زاد من حرارة الحفل،الذي حضره العشرات من أبناء الجالية المسلمة بأراغون بعدما تناولوا وجبة اللحم المشوي وكؤوس الشاي في بيوتهم، بمدينة سرقسطة وضواحيها.