دعا المشاركون في لقاء نظم أمس السبت بكوبنهاغن، بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى تعزيز الحوار الثقافي والديني من أجل تبديد الأحكام المسبقة عن الإسلام وردم الهوة بين الغرب والعالم الإسلامي. وفي هذا الصدد، أكد الباحث مصطفى المرابط، خلال هذا اللقاء المنظم بشكل مشترك مع جمعية الفتح ومقرها بالعاصمة الدنماركية، أن الأحكام المسبقة والصور النمطية تشكل مصدرا لعدم التسامح والكراهية، والتي تكون انعكاساتها أكثر ضررا من الحواجز الجغرافية. وأبرز الباحث ضرورة تعزيز ثقافة العيش المشترك والاحترام المتبادل من خلال التركيز أكثر على القيم المشتركة للسلم والتسامح والتعايش السلمي. وفي نفس السياق، أكد كل من رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، السيد الطاهر التجكاني، ورئيس المجلس الإسلامي المغربي في اسكندنافيا السيد مصطفى شنديد، أن أحكام الإسلام، دين التسامح والشهامة، تتعارض جذريا مع الكراهية وجميع أشكال العنف التي تقوض التعايش السلمي بين الأفراد والشعوب. وأشار السيد شنديد إلى الأهمية التي يوليها الإسلام لقيم السلم وسلامة الأشخاص والممتلكات وحب الوطن، وأن هذه المفاهيم تنطبق على حالات المواطنين ذوي الجنسية المزدوجة، مثل مغاربة أوروبا، سواء في البلدان الأصلية أو بلدان الاستقبال. ونفس الدعوة إلى الحوار بين الأديان أطلقها ممثل الكنيسة الكاثوليكية في كوبنهاغن الذي تطرق إلى العلاقات التي يقيمها منذ فترة طويلة مع أئمة مساجد تتواجد في حي فيستيرابرو في قلب هذه العاصمة الاسكندنافية. وقال، من جهة أخرى، "إن المسجد لم يكن أبدا مصدرا للتطرف أو التعصب"، مشيرا إلى أن التأثير المتزايد للانترنت والشبكات الاجتماعية على وجه الخصوص على الشباب، يدعو إلى نهج مقاربة جديدة لمواجهة الأخطار التي تشكلها الإيديولوجيات الجهادية. وخلال اللقاء، الذي حضرته سفيرة المغرب في الدنمارك، أبرزت ممثلة عن عمدية كوبنهاغن، السيدة دينا الحفار، المشاريع القائمة على المستوى المحلي بهدف تعزيز الحوار مع الشباب ومكافحة كل أشكال التطرف والكراهية. وأكدت السيدة الحفار على أهمية الشراكة مع المدارس ومنظمات المجتمع المدني والأسر، وكذا المصالح الأمنية، مضيفة أنه ينظر في الدنمارك إلى التطرف السياسي أو الديني على أنه يشكل خطرا على المجتمع والديمقراطية.