عا المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة إلى تشكيل جبهة موحدة في أوروبا ضد الإرهاب والكراهية و"الإسلاموفوبيا" عقب الهجمات الإجرامية التي ارتكبت في فرنسا. وأعرب السيد الطاهر التجكاني، رئيس المجلس، أمس الأحد بكوبنهاغن، عن "التشبث الراسخ للجالية المسلمة في أوروبا بالقيم الديمقراطية التي تضمن العيش معا في إطار الاحترام المتبادل على الرغم من اختلافاتنا". وأضاف السيد التجكاني، خلال لقاء عقد بحضور، على الخصوص، ممثلين عن السلطات الدينية المسيحية واليهودية بالعاصمة الدنماركية، ودبلوماسيين، وكذا أعضاء من الجالية المسلمة المقيمة في هذا البلد الاسكندنافي، أن الهجوم الشنيع ضد الصحيفة الفرنسية، والذي أدانه المسلمون في جميع أنحاء العالم، لا يمكن ربطه بالإسلام ولا النظر إليه، كما يدعي مرتكبوه، طريقة ما للانتقام للنبي صلى الله عليه وسلم. وبعد أن ذكر بأن الإرهاب "ليس له دين أو جنس أو لون أو لغة أو جغرافيا"، دعا السيد التجكاني "الحكماء والمفكرين والباحثين ورجال السياسة في أوروبا إلى العمل، بروح الحرية والانفتاح، لدعم المقتضيات العلمية في معالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف أخذا بعين الاعتبار سياقه وخصوصياته وعمومياته وجذوره وشروره". واغتنم رئيس مجلس العلماء الفرصة للتنديد بالتأويل الخاطئ للإسلام ومبادئه النبيلة، وكذا الاستغلال الذي يقوم به المتطرفون، مذكرا بأن القرآن الكريم والأحاديث النبوية تؤكد على أن رسالة الله تحمل "الرحمة وليس الانتقام، والسلام وليس العقاب، والأمن وليس الفوضى". ومن جهته، شدد السيد مصطفى شنديد، رئيس المجلس الإسلامي المغربي باسكندنافيا، على ضرورة تعزيز الحوار ومعرفة أفضل وفهم للآخر والتصدي للإيديولوجيات التي تفرق، معتبرا أن الدين لا يمكن أن يشكل مبررا أو عذرا للمتعصبين من جميع المشارب ومرتكبي أعمال العنف. وفي السياق ذاته، ذكر السيد خالد حاجي رئيس مجلس إدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، بأن الإسلام لا يدعو إلى إلغاء الآخر، بل يحض على التواصل والتفاعل والحوار. وقال إن المجلس منذ تأسيسه قبل سنوات، وهو يعمل على التواصل أكثر مع المسلمين في أوروبا ويشجع المؤمنين على تقبل الاختلاف باعتباره "علامة على معجزة إلهية"، مشيرا على الخصوص إلى الدورات التكوينية المنظمة لفائدة الأئمة والندوات المخصصة للشباب بهدف التشجيع على الممارسة الدينية التي تحترم التقاليد العريقة لسماحة الإسلام والتي "لا تغذي الاستياء من الظروف" القائمة. واعتبر أن "حجم وصعوبة مهمة تنبيه الشباب المسلم إلى المبادئ الأساسية لدينهم وتقاليدهم تطرح تحديات"، مؤكدا أن الهوة التي تتسع أحيانا بين الشباب والأجيال التي سبقتهم بسبب التغييرات المؤثرة في المجتمع، تفتح الطريق أمام "أشكال من الانحرافات". وبعد التأكيد على أهمية أن يعمل جميع المسلمين في أوروبا أكثر من أجل تعزيز الحوار وتعزيز الانسجام والتعايش، دعا المتدخل جميع المواطنين الأوروبيين إلى التضامن لمواجهة "الإسلاموفوبيا" ومعاداة السامية والعنصرية وجميع أشكال التمييز والتفرقة. يذكر أن الجالية المسلمة شاركت في مسيرات التضامن، التي نظمت في العواصم الأوروبية الكبرى، لإدانة الهجوم الإرهابي الذي استهدف الأسبوعية الفرنسية "شارلي إيبدو"، وجددت رفضها لخطابات التطرف وكراهية الأجانب التي تغذي ظاهرة الإرهاب.