يناقش السينمائيون المتوسطيون في مهرجان تطوان علاقة السينما بالسمعي البصري، يوم فاتح أبريل المقبل، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الحالية من المهرجان، الذي يقام في الفترة من 28 مارس الجاري وإلى غاية رابع أبريل المقبل. وذهبت الأرضية التي أعدها أصدقاء السينما لندوة "السينما والوسائل السمعية البصرية" أنه "ليس من الغريب أن يتخلى الناس عن عادة ارتياد قاعات السينما، وخاصة فئة الشباب، الذين يستعملون بكثرة مختلف وسائل الترفيه والتواصل، من حواسيب وألواح رقمية وهواتف نقالة غيرها". على أن ما يدعو إلى القلق، بحسب الورقة، هو أننا قد "بدأنا نتنكر لعادتنا القديمة شيئا فشيئا، حيث كنا نحرص على الذهاب إلى السينما كل أسبوع برفقة أفراد عائلتنا أو أصدقائنا". بينما لم نعد نقصد القاعات السينمائية، بعد أن أصبح في الإمكان تحميل الأفلام والبرامج، مجانا، وتشغيل الأقراص المدمجة. فضلا عن الكم الهائل من الأفلام التي تعرضها مختلف القنوات التلفزية. وبينما يرى البعض أن التكنولوجيات السمعية البصرية الجديدة ستؤدي إلى توسيع دائرة الجمهور العاشق للسينما وتربية الذائقة الفنية، يذهب البعض الآخر من عشاق الفن السابع إلى القول إن المكان الطبيعي للاستماع بالأفلام هو القاعة السينمائية، وأقله أن شروط المشاهدة متوفرة في هذا الفضاء دون غيره. وهذا ما تلخصه عبارة غودار الشهيرة: "نرفع رأسنا لننظر إلى الشاشة السينمائية، ونخفضها عندما ننظر إلى شاشة التلفزة". انطلاقا من هذه الحيثيات، يتساءل أصدقاء السينما في تطوان عن السبب الذي جعل السينما، التي ظهرت إلى الوجود أربعة عقود قبل التلفزة، تتراجع عن مكانة الصدارة، من حيث عدد جمهورها. فهل يوجد اليوم جمهور للسينما وآخر للتلفزة؟ هل هناك بين هذين الوسيطين الفنين حدود فاصلة لا تقبل التجسير، أم إن هناك جسورا قد تصل بينهما؟ وكيف السبيل إلى أن تستعيد السينما جمهورها الذي "سطت" عليه الشاشة الصغيرة؟ هل علينا أن نستسلم ونفسح المجال للتلفزة كي تستحوذ على فضاءات تعود إلى السينما؟ وهل يمكن للتلفزة أن تضطلع بدور هام في الترويج للسينما والنهوض بها، سواء من خلال الإنتاج المشترك أو عرض أفلام لا تحظى بالتوزيع المناسب؟ سيتولى الإجابة عن هذه الأسئلة كل من بيلار أورتيغا إسبيخو، وهي صحافية ومنسقة إنتاجات بقناة "كنال سور" الإسبانية، والجامعي الفرنسي فرانسوا جوست، والناقد السينمائي الفرنسي جيونا ناثارو، والناقد السينمائي المغربي نجيب الرفيف، بينما ستبقى هذا الأسئلة وغيرها مطروحة على كل المعنيين بالسينما في المغرب، والمتوسط، عبر العالم.