بمركب الإنارة أعلى جبل غرغيز وتطوان على امتداد النظر ببحرها وسهلها وهضابها وجبالها كنا على موعد مع أمسية فنية بعنوان "ربيع الفنون" من تنظيم مجموعة فنون وشعر، يومه الخميس تاسع ماي ثلاثة عشر وألفين، حيث أضفت روعة المكان سحرا على عبق الزمان وراعي الأمسية الفنان التشكيلي عبد النور القشتول يوزع الأدوار ويدير كؤوس الموسيقى والشعر بين الحضار. افتتحت الأمسية بمقطوعات موسيقية على آلة الكيتار قدمها الموسيقي أحمد حبصاين ومرافقه الطفل ياسر شيكر حيث قدما مقطوعات من التراث الإسباني والتطواني الأصيل، كما أهدى معزوفة لعبد النور القشتول مستوحاة من إحدى لوحاته المسماة بالكيتار. موسيقى شعر وزجل هكذا استمرت الأمسية فقدمت لنا الأستاذة شمس الضحى البقالي قصيدة زجلية عنونتها ب"سماحلي يا وليدي" وأخرى بالفصحى أهدتها إلى الأستاذ المهدي برهون، وفي إبداع فني قدم الزجال فريد مشبال والزجالة نبيلة المصباحي دويتو زجلي مشترك، عقبته قصيدة لفريد مشبال بعنوان "كان عندي في داري" تلته نبيلة المصباحي بقصيدة"الحفار"، وهكذا استمر الزجل مادا جناحيه على جو الأمسية فقدمت الشاعرة والفنانة سناء الركراكي قصيدتها "آه على الدنيا كيف غريبة". وقد استضافت المجموعة الكاتب عبد الحميد البجوقي ممثل إسبانيا لدى الاتحاد الأوروبي في محاربة العنصرية، حيث استضافته باعتباره أديبا، فقدم في كلمة مقتضبة تجربته الأدبية مع القصة والرواية وأعماله المنجزة فيهما. لنعود بعده إلى فضاء الزجل حيث قدمت لنا الشاعرة كريمة العاقل قصيدتها "أنا والحايك" بأسلوبها التمثيلي المعتاد، بعدها قامت الشاعرة المقتدرة جميلة علوي مريبطو بإلقاء قصيدتها "تطاون الحبيبة ديالي"، وأخرى بالفصيح "أنت الحب"، وبصوت رخيم وإحساس شعري مرهف ألقت الشاعرى فريدة البقالي قصيدة"خلاصة موصدة" والثانية أسمتها "أم ووطن" بمقطوعتين وهما "إليك أم محمد فؤاد" و"ضخة بوح". وما زلنا مع الشعر تتخله وصلات موسيقية غنائية للفنان المقتدر مصطفى مزواق وأداء الفنانة سعيدة أملال اللذان أضفيا على الأمسية رونقا من نوع جمالي وفني راق، وهنا يتقدم الشاعر عزيز أزكاغ بقصيدة من الفصحى "مريم العذراء" يتلوه الزجال المبدع عبد العزيز المصمادي بقصيدة "غرناطة" بعدهما تتحفنا سعيدة أملال بقصيدة زجلية عنونتها ب"حلفت". وختمت الأمسية بوصلة من الموسيقى الأندلسية من تقديم الفنان نور الدين شقارة ومواويل من أداء الفنان محمد هشام. تطوان تبدو من أعلى غرغيز مرصعة بالأضواء معلنة ختام الأمسية التي كان عنوانها "ربيع الفنون".