حينما يتزاوج الفن والشعر يولد الجمال، وحينما تتصافى القلوب والأرواح وتجتمع على الكلمة الرصينة يولد البهاء، ولما كان المولود مرهون بعقيقته، كان للجمال والبهاء حفل عقيقة بفضاء مسرح باشتوك يومه السبت 03 غشت 2013م على الساعة العاشرة والنصف ليلا. ومع تلألأ النجوم في السماء معلنة بداية الحفل وتقاسم الفعل الإبداعي بين الفن والشعر، يتقدم راعي الحفل الفنان التشكيلي عبد النور القشتول ليداعب الحضور بكلمات التقديم المضمخة بالألوان وكأنه يرسم لوحة تشكيلية ويداعب بالريشة أسماع الحضور، هامسا في آذانهم إننا اليوم نحتفل في سمر رمضاني بفضاء راقي في عشرية مباركة، هذا الاحتفال لا ينبغي أن ينسينا بالوقوف ترحما على أعلام قدموا للمدينة الكثير كل من موقعه، وافتهم المنية في هذا الشهر الكريم وهم العلامة اسماعيل الخطيب والأستاذة ارحيمو الناصري"ثريا حسن" والفنان التشكيلي محمد شبعة ليقف الحضور ويقرأ الفاتحة ترحما عليهم. ويفتتح الفنان عبد النور القشتول بلباسه الساحري الأمسية الفنية الشعرية الزجلية، فيكون أول إلقاء لفراشة تطوان الزجالة كريمة العاقل (الفائزة مؤخرا بالجائزة الأولى للملتقى الأول للزجل بطنجة دورة عبد اللطيف الفيلالي) بقصيدتها الزجلية"حلاوة الدفلة" وما تحمله الكلمات من مفارقة واستحالة تصور لنا فيها الزجالة قول الشاعر: ولو سقي الحنظل شهدا دائما*** ما أنتج الحنظل إلا حنظلة. بعدها كان للشابة الواعدة الزجالة هناء شباب النبتة النقية والزاهية لمؤسسة المسرح الأدبي بتطوان إلقاء قصيدة "سرج العود ف الصح" ضمنتها معاني الفروسية وما تحيل عليه من بناء الأمور على أسس سليمة وصلبة. وتقدم لنا الزجالة حنان اليسفي قصيدة اجتماعية بعنوان " الطغيان" وأخرى ثانية عاطفية بعنوان "أنا وغرامي"، لتتحفنا بعدها الزجالة المقتدرة جميلة علوي مريبطو بقصيدة" الناس صنادق" والتي تعبر فيها عن أسرار الناس ودواخلهم المختلفة من شخص لآخر، وقصيدة ثانية بعنوان" الهنا" تصور فيها تقاليد الهنا في حفلات العقيقة بالمجتمع التطواني تصوير لا يخلو من نقد اجتماعي تمثل في قولها"نتعلقوا فاين نتفلقو"، وبإلقاء ثنائي بين الزجال عبد العزيز المصمادي وفايزة الرحيلي مع قصيدة"معركة إيسلي" كانت المحاورة الزجلية التي صورت لنا النكسة التي أعقبتها المعركة على الدولة المغربية. ليتابع بعدها الزجال المصمادي إلقاءه الفردي بقصيدة"بدا يبان فيك" وأخرى"حن الحنين" وتنفتح الأمسية على اللغات فيكون للفرنسية حضور شعري مع الشاعر نجيب بنداود الذي قدم قصيدتين الأولى (Ton noir me tue) وقد نشرت يومه السبت03 غشت 2013م بجريدة البيان الصادرة بالفرنسية والقصيدة الثانية(Mes papiers blancs) مقتطفة من ديوانه حنان الصادر سنة 2013م. ونعود إلى الزجل مع الزجال عبد السلام المصمادي بقصيدتين "الحرف مشيار" و"قبيح السيفة" هاجيا فيها رئيس البوليزاريو، ونأتي الآن على الاتحاف الزجلي مع الزجالة نبيلة المصباحي لتتحفنا بقصيديتن رائعتين"سلطان الكلام" معبرة فيها عن أن الكلام فيه وفيه وله سلطان والمتكلم لا ينبغي أن ينطق حتى يختار من الكلام سلطانه والثانية بعنوان "فيق يا ليام". وهذا الشاعرمحمد العربي الفتوح يلقي علينا بصوته الشعري الجهوري قصيدة فصيحة"أعود إلى صغري المدلهم" والتي كتبها بالفرنسية وترجمها له الشاعر محمد المختار الحداد، وقصيدة فصيحة بعنوان "لماذا تركت الحبيب الوفي" وثالثة بالفرنسية عن الأم. وهنا يتخلل الإلقاء الشعري الزجلي معزوفات موسيقية على آلة الكيتار للموسيقي المقتدر أحمد حبصاين الذي أتحفنا بمعزوفاته التي يقدم لها بشرح واف قبل عزفها. ويلتحق في هذه الأمسية بمجموعة فنون وشعر الشاعر الزجال عزيز زكاري فنكتشف موهبته الزجلية مع قصيدة" الشوفة" وقصيدة "حكيت يا بلاد" ويلتحق أيضا الزجال نور الدين مغوز بقصائد ثلاث"فم السباع"و الفتيا الوافيا" و"غدا". والآن أترككم مع المطربة والزجالة سعيدة أملال ومع قصيدتي "صالحة" و"علاش هي ما شي أنا" بأسلوبها المميز والشاعري. بعدها يلقي علينا الزجال فريد مشبال ثلاث قصائد بعضها من ديوانه سطور حياتي وهي "النظام العالمي الجديد" و"الشوق كواني" و"عاودها ن مخك" ومسك الختام كان مع دويتو زجلي بين الزجال فريد مشبال والزجالة نبيلة المصباحي بعنوان "آجي أجدي تشوف" وقد عرفت هذه الأمسية حضور الكاتب عبد الحميد البجوقي والأستاذ عبد المنعم العمراني عن مكتب قناة الجزيرة الفضائية بالرباط الذي قدم كلمة تنويهية بالمناسبة عبر فيها عن سعادته بحضور هذه الأمسية الفنية التي تؤكد أن هذه هي تطوان التي يعرفها مفعمة بالفن والثقافة. ومن فضاء مسرح باشتوك لصاحبته ومديرته مريم جبور أستاذة اللغة الفرنسية بثانوية الحسن الثاني الذي تم تأسيسه بمدينة تطوان يونيو 2010 م وهي مؤسسة خاصة تقوم بتقديم ورشات مسرحية باللغة الفرنسية وهي تجربة فريدة ومتميزة بالمدينة. من هذا الفضاء تفرق الجمع من مجموعة فنون وشعر على موعد لقاء آخر يلتقي فيه الجمال والبهاء وهما في عنفوان الشباب.