قال مصطفى كرين، المحلل السياسي و رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية، إن البوليساريو تسعى دائما إلى إيجاد "عرّاب" للارتماء في أحضانه، بعدما شعرت أن الطوق بدأ يشتد حول عنقها، وبات إفلاس النظام الجزائري ظاهرا للعالم، أمام قوة الدبلوماسية المغربية الفعالة، وهذا ما يفسر ارتماء الجبهة في حضن "حزب الله" المدعوم من قبل إيران. وأوضح كرين، في تصريح ل"تليكسبريس": "أن المغرب لجأ إلى قطع علاقته الدبلوماسية مع إيران بعدما توفرت لديه الأدلة، وهنا لا بد من التأكيد من جهة على خطورة المعطيات التي تسربت لحد الآن حول هذه المؤامرة، والتنويه من جهة أخرى، بيقظة وحزم الدبلوماسية المغربية". وأضاف رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية، أن البوليساريو تعيش منذ فترة مأزقا وجوديا متصاعدا وتحاول الهروب إلى الأمام عبر الاستفزازات المتكررة والفاشلة التي تقوم بها، لذلك نراها تسارع الخطى لإيجاد عرّاب جديد عبر الارتماء في أحضان إيران، التي تريد بدورها تصدير فشلها داخليا وعزلتها خارجيا، خصوصا بعد إفلاس النظام الجزائري واقتراب المغرب من إقناع المنتظم الدولي بجدية مقترحه المتعلق بالحكم الذاتي، في إطار السيادة الوطنية واستعداده لتفعيل هذا المقترح في سياق التنزيل الشامل لمقتضيات الجهوية الموسعة. وأشار مصطفى كرين، إلى أن المملكة المغربية بالطبع، بما تمثله إمارة المؤمنين من رمزية داخل المجتمع المغربي لا يمكنها أن تسمح بالمساس باستقرارها وأمنها الروحي، بل يجب التأكيد على معطى أساسي، وهو أن تسرب إيران واختراقها لجبهة البوليساريو ستكون عواقبه على درجة عالية من الخطورة بالنسبة لكل القارة الإفريقية، نظرا لما ستتسبب فيه من تناحر طائفي واقتتال مذهبي وزعزعة الأمن بالقارة، مما سيفاقم ظاهرة الإرهاب والهجرة، وبالتالي ستكون أوروبا بدورها ضحية لهذا "الجبروت" الإيراني. و خلص المحلل السياسي مصطفى كرين، إلى القول إن أوربا مطالبة هي الأخرى بموقف واضح وحازم ضد المناورات الإيرانية في شمال إفريقيا، من خلال ذراعها في جنوبلبنان "حزب الله" المتورط في دعم وتدريب عناصر من ميلشيات البوليساريو على حرب الشوارع. وختم كرين أن "المغرب الذي كان دائما جانحا للسلم والحوار لن يتوانى لحظة واحدة في الدفاع عن وحدته الترابية كما فعل دوما، وما لا تفهمه إيران، هو أن المغرب من الناحية العسكرية والجيوستراتيجية ليس هو لبنان أو اليمن" .