قال حفيظ الزهري، المحلل السياسي والباحث في الدراسات السياسية والدولية، إن المغرب فطن للمخطط الإيراني في شمال إفريقيا ومحاولة توطين حركة إرهابية على شاكلة "حزب الله" مكان ميلشيات البوليساريو لضرب الاستقرار والأمن في المنطقة وبالتالي التغلغل في شمال إفريقيا بتواطؤ مع الجزائر. وأضاف الزهري، في تصريح للموقع، أن المغرب لجأ إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعدما توفرت لديه أدلة وحجج دامغة على تورط "حزب الله" الموالي لإيران في تجنيد وتدريب عصابة البوليساريو على تقنيات الحرب ومدها بأسلحة عبارة عن صواريخ، وجاءت هذه الخطوة بعدما تمكنت الرباط من تجميع أدلة عن طريق التكنولوجيا الحديثة، وبالاعتماد أيضا على تقارير أوربية ودراسات مراكز الأبحاث الدولية، التي أكدت وجود علاقة مشبوهة بين "حزب الله" و"جبهة الانفصال" في مخيمات تندوف، التي زار أفرادها مناطق في إيران وفي لبنان طلبا للدعم واللوجستيك.
وأكد المحلل السياسي والباحث في الدراسات السياسية والدولية، أن المغرب كان يحذر دائما من خطورة حركة الانفصاليين على الأمن والاستقرار بالمنطقة وفي شمال إفريقيا، واليوم تأكد للعالم أن هناك علاقة مشبوهة بين الحركتين الإرهابيتين "حزب الله" في جنوبلبنان والبوليساريو على الأراضي الجزائرية.
ويضيف الزهري، أن الوضع الحالي بعد قطع العلاقات بين البلدين، يسائل الجزائروإيران ويطلب منهما توضيح موقفهما للعالم بأسره بخصوص دعم الإرهاب واحتضان منظمتين تشكلان خطرا على الأمن الدولي وليس الإقليمي فقط، ويزداد الضغط على سفارة إيران في الجزائر، التي تشير كل الأدلة إلى أنها تقف وراء دعم البوليساريو وتؤمن لهم طرق التواصل والقنوات مع "حزب الله"، والغريب أن ذلك يجري أمام أعين وصمت مريب من طرف الجزائر.
وأوضح المحلل السياسي أن توتر العلاقات بين المغرب وإيران ليس وليد اللحظة، وإنما هو ضارب في التاريخ، إذ سبق للمغرب أن أعلن عن تعليق أي اتصال دبلوماسي بين البلدين في سنة 2009، وأن التوتر نتاج خلاف طبيعي بين البلدين، يتجلى أساسا في رغبة المد الشيعي في فرض نموذجه التديني على المغرب، الذي يعتمد على إمارة المؤمنين منذ عقود، ومعروف على نموذجه الديني الاعتدال والوسطية، وانفتاحه ونجاحه في إفريقيا والعالم، عكس المد الإيراني، الذي يقف له المغرب بالمرصاد ويشكل سدا منيعا في وجهه ويمنعه من التوغل داخل إفريقيا.
وخلص حفيظ الزهري، إلى أن المغرب أفشل محاولة اختراق إيران للمنطقة، التي كانت تسعى إليه من خلال استقطاب جبهة الانفصال وتدريبها على استهداف مصالح ووحدة المغرب الترابية، لكن المملكة المغربية فطنت لهذا المخطط الإيرانيالجزائري.