قال المحلل السياسي حفيظ الزهري، إن دعم إيران لجبهة البوليساريو عن طريق جماعة حزب الله المسلحة، لا يشكل خطرا فقط على المغرب ووحدته الترابية بل على منطقة شمال إفريقيا، وكذلك منطقة الساحل والصحراء. وأعلن المغرب أمس الثلاثاء،قطع علاقته مع إيران بعد أن رصد خلال شهر أبريل قيام مدربين عسكريين تابعين لحزب الله بالقدوم إلى مخيمات تندوف من أجل إخضاع كوادر جبهة البوليساريو لتدريب عسكري يمكنهم من استخدام صواريخ أرض-جو وكذا صواريخ مضادة للطائرات. وفي هذا السياق، اعتبر الزهري في تصريح خص به جريدة "العمق"، إن "هذا الأمر يشكل تهديدا للوحدة الترابية للمغرب، وهو بمثابة تدخل إيراني في المنطقة"، مشيرا إلى أن "المغرب سبق له أن قطع علاقاته مع إيران، غير أن هذه المرة أخذ الأمر بحزم وجدية قوية نظرا لخطورته". وأوضح أن خطورة الأمر تكمن في كونه "يحمل في أبعاده استراتيجية إيرانية لخلق البلبلة في المنطقة، وذلك من أجل وقف أي تحالف مغربي مع بلدان الخليج، وكذا في إطار عملية الهائية للصراع المغربي مع جبهة البوليساريو الانفصالية الممولة من طرف الجزائر". وسيكون لقرار قطع العلاقات مع إيران الذي اتخذه المغرب، بحسب المحلل السياسي حفيظ الزهري، "عدة ردود أفعال أخرى قد ينجم عنها في القريب العاجل تطور للصراع ما بين المغرب والجزائر على اعتبار أن هذه الأخيرة هي من تحتضن السفارة الإيرانية التي كانت وراء تسهيل مأمورية قادة حزب الله لتدريب مسلحي جماعة البوليساريو". وبحسب الزهري، فإن هذا القرار سيكون له ردود أفعال أخرى دولية فيما يخص كشف هذه العلاقة ما بين جماعتين مسلحتين وهي البوليساريو وجماعة حزب الله، وهو الأمر الذي سيؤدي في القريب العاجل إلى وضع الجبهة الانفصالية ضمن الجماعات الإرهابية وفقا للقانون الدولي".