قال محمد العمراني بوخبزة، الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بطنجة، إن قرار المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، جاء بعدما توفرت لديه أدلة دامغة على تورط “حزب الله”، ذراع إيران في لبنانوسوريا، في مد جبهة البوليساريو بأسلحة وانخراطها في تدريب ميلشيات الانفصاليين على حرب العصابات وتهديد استقرار وأمن المغرب. وأضاف العمراني بوخبزة في تصريحات تلفزية على قناة “ميدي أن تيفي”، أن وصول المغرب إلى اتخاذ هذا القرار، يدل على أن حجم الأعمال العدائية التي أقدمت عليهاإيران مست بمصالحه العليا، وقد توفرت لديه الأدلة الكافية التي تشير إلى انخراطها في هذه الأعمال التي تدخل في إطار زعزعة استقرار المغرب.وأشار بوخبزة إلى أن إيران لا تقوم بالتدخل المباشر في الأمور الداخلية للدول، وإنما تلجأ في كل مرة إلى تنفيذ ذلك عن طريق “الوكالة”، فمثلا في سورياولبنان، تنفذ تدخلاتها عن طريق “حزب الله”، وفي اليمن عن طريق “الحوثيين”، الذين تمدهم بالمال والسلاح، وهذا أمر يعلمه العالم بأسره.وعرج العمراني بوخبزة على العلاقات بين المغرب وإيران منذ الثورة الخمينية، بالقول، إن هذه العلاقة اتسمت على مر السنوات بالتوتر والتذبذب، منذ الثورة ضد الشاه سنة 1979، مؤكدا أن العقيدة الإيرانية بعد تلك الفترة أصبحت قائمة على التدخل والرغبة في فرض سياستها ونموذجها التديني في العالم العربي والإسلامي، ونرى كيف أنها تسعى إلى الوصول إلى المغرب بأي طريقة، وهو ما فطن إليه المغرب قبل سنوات وقرر بعدها طرد السفير الإيراني في الرباط، قبل أن تتحسن الأجواء وتعود المياه إلى مجاريها وإعادة القنوات الدبلوماسية بين البلدين.لكن يبدو أن رغبة إيران الجامحة في توسيع نفوذها إلى أبعد نقطة في العالم العربي والإسلامي، لم يقف عند هذا الحد، فأصبحت تفكر في تنفيذ ما هو أخطر من ذلك عن طريق وكيلها في لبنان، “حزب الله” لتهديد مصالح الدول رغبة منها في تنزيل مشروعها التوسعي. بحسب الأكاديمي الجامعي.وخلص المحلل السياسي إلى القول إن ما يدل على أن المغرب لم يتخذ القرار بسبب التطورات الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية والأزمة مع دول الخليج، وإنما جاء قراره بقطع العلاقات مع ايران لأسباب ثنائية، بدليل أن الرباط حافظت على قنواتها الديبوماسية مع طهران في عز أزمتها مع دول الخليج، وأظهر انه لا يتأثر بالقرارات الإقليمية، لكن حينما تعلق الأمر بأمنه ووحدته الترابية، فلم يتأخر ولو للحظة واحدة في إعلان القطيعة من جديد وتوجيه إنذار مباشر لإيران وتحميلها مسؤولية حماية “حزب الله” الذي تمددت يده إلى الصحراء المغربية من خلال دعم جبهة الانفصاليين وتدريبهم على الأسلحة ومنحهم العتاد.