بادرت عدد من الدول الخليجية إلى إبداء تضامنها مع المغرب وتأييدها لقراره قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بسبب دعم حزب الله اللبناني المقرب من طهران لجبهة البوليساريو الانفصالية. جاء ذلك مباشرة بعد أن أعلن وزير الخارجية وكان المغرب أمس الثلاثاء، أن المغرب قرر قطع علاقته مع إيران بعد أن رصد خلال شهر أبريل قيام مدربين عسكريين تابعين لحزب الله بالقدوم إلى مخيمات تندوف من أجل إخضاع كوادر جبهة البوليساريو لتدريب عسكري يمكنهم من استخدام صواريخ أرض-جو وكذا صواريخ مضادة للطائرات. إقرأ أيضا: المغرب يسحب سفيره من طهران ويطالب نظيره الإيراني بمغادرة الرباط البحرين أول المعلقين على قرار المغر قطع علاقاته مع إيران، كان وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والذي أكد أن بلاده تؤيدقرار المغرب قطع علاقاته مع إيران. وقال الشيخ خالد بن أحمد آل الخليفة، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، "نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما، ونؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع إيران، نتيجة دعمها لأعدائه، بالتعاون مع حزب الله الإرهابي". إقرأ أيضا: بوريطة يكشف توفر المغرب على أدلة تورط حزب الله في دعم البوليساريو السعودية من جلنبها، أعلنت السعودية، مساء الثلاثاء، وقوفها إلى جانب المغرب "في كل ما يضمن أمنها واستقرارها، بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران". أعرب مصدر سعودي مسؤول بوزارة الخارجية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن "وقوف السعودية إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية". وقال المسؤول ذاته، أن بلاده تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية "من خلال أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر جماعة البوليساريو، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية" على حد تعبيره. إقرأ أيضا: بوخبزة: دعم حزب الله للبوليساريو عمل عدواني لا يجب السكوت عنه الإمارات ومن جهتها، أعلنت الإمارات تضامنها مع المملكة المغربية في "الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيها"، مؤكدة في بيان نشرته الخارجية الإماراتية، أن "الإمارات تدين بشدة تدخلات إيران في شؤون المغرب الداخلية عبر أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى جماعة "البوليساريو" بهدف زعزعة أمن المغرب، وتؤكد وقوفها إلى جانب المغرب في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها الحاسم تجاه التدخلات الإيرانية". وشددت على "وقوفها مع المملكة المغربية الشقيقة صفا واحدا في إجراءاتها تجاه هذه التدخلات الواضحة وتؤكد على موقفها التاريخي والمبدئي المؤيد لوحدة التراب المغربي". قطر وأعلنت قطر هي الأخرى، مساء الثلاثاء، تضامنها "العميق والكامل مع المملكة المغربية في المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها في وجه أية محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة أو تستهدف أمن المملكة وسلامة مواطنيها". إقرأ أيضا: بوريطة: قطع العلاقة مع إيران ليس إملاءً .. وحزب الله درب البوليساريو على إسقاط الطائرات ولم يذكر البيان القطر اسم إيران صراحة، غير أنه شدد "على أهمية احترام المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول وفى مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية وحل الخلافات بالحوار ومن خلال الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دولياً". قرار سيادي وفي الإطار ذاته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن قرار قطع العلاقات مع إيران، تم اتخاذه لاعتبارات ثنائية صرفة، ولا يرتبط بأية تطورات إقليمية أو دولية. وقال بوريطة في لقاء صحفي مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية إن هذا القرار لم يتخذ تحت أي تأثير أو ضغط، مذكرا باستئناف العلاقات بين البلدين سنة 2014 رغم أن إيران كانت تعرف أزمة في علاقاتها مع دول صديقة للمغرب. إقرأ أيضا: العثماني: إيران تدعم الجبهة وقطع العلاقات معها قرار مغربي خالص وشدد على أنه عندما يتعلق الأمر بالوحدة الترابية للمملكة وبأمن وسلامة المواطنين، فلا يمكن للمغرب إلا أن يتخذ قرارات حازمة وواضحة. من جانبه قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن قرار المغرب اليوم بقطع العلاقات مع إيران هو "قرار مغربي خالص"، مؤكدا في تدوينة له على "تويتر"، أن هذا القرا جاء "بعد أن ثبت بالأدلة أن إيران تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا وبالخبرات العسكرية مباشرة أو بواسطة "حزب الله" اللبناني". قطيعة ديبلوماسية وفي هذا السياق، كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن سفير المغرب بإيران قد غادر اليوم طهران، مشيرا في لقاء صحفي، إلى أن سيستقبل القائم بالأعمال بسفارة إيران خلال 30 دقيقية من أجل مطالبته بمغادرة التراب الوطني حالا. إقرأ أيضا: ردا على اتهامات المغرب .. "حزب الله" ينفي دعمه للبوليساريو وقال بوريطة في اللقاء ذاته "لقد عدت للتو من زيارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث أجريت بطهران لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني جواد ضريف وأبلغته بقرار المملكة المغربية قطع علاقاتها مع إيران". واعتبر بوريطة أن هذا القرار هو رد على التورط الإيراني الواضح من خلال حزب الله في التحالف مع "البوليساريو" لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة، مسجلا أن المغرب يتوفر على أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم حزب الله للبوليساريو لاستهداف المصالح العليا للمغرب. عمل عدواني إلى ذلك، أكد العمراني بوخبزة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة عبد الملك السعدي، أن "ما تقوم به إيران من دعم لحزب الله الذي يدعم جبهة البوليساريو، على مستويات متعددة هو عمل عدواني لا يمكن التعامل معه ببساطة"، مشيرا إلى أن المغرب "يعتبر القضية الوطنية خطا أحمر". وأضاف بوخبزة، في تصريح لجريدة "العمق"، تعليقا على قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران بسبب دعمها للبوليساريو، أن "إيران لا تحاول المواجهة بشكل مباشر وتصرف أجندتها بطريقة ملتوية، فهي لن تدعم بشكل علني وصريح البوليساريو ولكنها بواسطة حزب الله اللبناني تدعم بشكل مباشر الجبهة". ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن إيران، اعتادت على هذا الأسلوب منذ الثورة الإيرانية في سنة 1979، وهو أمر أصبح مكشوفا الآن، فهي تدعم حزب الله للتدخل في لبنان، وتدعم الحوثيين للتدخل في اليمن وتدعم الشيعة في البحرين، وهو أسلوب تعتمده إيران منذ مدة وأصبح مكشوفا لدى الجميع". وأورد المتحدث ذاته، أن "المغرب يرغب دائما في أن تكون له سياسة خارجية مستقلة، وإن كانت فيها صعوبات كبيرة، فعودة العلاقات الثنائية بين المغرب وإيران كانت فيها نظرة غير مقبولة كليا من قبل الحلفاء الخليجيين خاصة السعودية". وتابع أن إيران لم تستوعب الرسالة التي وجهها المغرب عبر إعادة العلاقات الثنائية، على اعتبار أن طهران مطالبة بألا تتدخل في شؤون دولة تربطها بها علاقات دبلوماسية، فكان من المفروض أن تثمن خطوة المغرب بإعادة العلاقات الدبلوماسية وأن تكف عن المساس بمصالح دولة تربطها علاقات دبلوماسية مع إيران".