قالت ليز لوو فودران، الخبيرة المتخصصة في القضايا الإفريقية، إن المغرب القوي بمصداقيته وانجازاته الاقتصادية والسياسية بعدة مناطق من إفريقيا، يؤكد موقعه كفاعل موثوق به قادر على تقديم إسهامات ثمينة لعمل الاتحاد الإفريقي. وأبرزت لوو فودران، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بجوهانسبورغ تعليقها على قرار المغرب العودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية، القوة والحمولة الكبيرة للرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي التي عقدت في يوليوز الماضي بكيغالي (رواندا).
وأكد جلالة الملك في هذه الرسالة استعداد المغرب للتحرك من داخل الاتحاد الإفريقي والمساهمة في جعله منظمة أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد.
وقال جلالة الملك "وفي إطار هذه العودة، يعتزم المغرب مواصلة التزامه بخدمة مصالح القارة الإفريقية، وتعزيز انخراطه في كل القضايا التي تهمها"، مضيفا أن الممكلة تلتزم، في هذا السياق، بالمساهمة، وبشكل بناء، في أجندة الاتحاد وأنشطته.
وأضافت لوو فودران، وهي أيضا مستشارة لدى معهد الدراسات الأمنية (الذي يوجد مقره ببريتوريا)، أن عودة المغرب تفرض نفسها على اعتبار أن المبادرة المغربية تحظى بتأييد الغالبية العظمى للبلدان الإفريقية.
وقالت لوو إن ما لا يقل عن 28 دولة عضوا في الاتحاد الافريقي وقعت ملتمسا تطلب فيه عودة المغرب وطرد ما يسمى "الجمهورية الصحراوية المزعومة" من الاتحاد. وتابعت الخبيرة الجنوب إفريقية أنه كلما ارتفع عدد البلدان التي تسحب دعمها لهذا الكيان، عبدت الطريق أمام العودة المأمولة للمغرب لأسرته المؤسسية.
وأكدت، من جهة أخرى، أن بإمكان المغرب تقديم إسهامات كبيرة للجهود الرامية إلى الدفاع عن مصالح القارة وتحقيق أهدافها التنموية.
ومن بين القطاعات الاستراتيجية التي يتوفر المغرب فيها على تجربة وخبرة معترف بها عالميا، أشارت الخبيرة إلى محاربة الإرهاب ومحاربة التهريب بجميع أنواعه. وأضافت أن النموذج المغربي في مجال تدبير قضية الهجرة يعتبر أيضا من بين المجالات التي يكثر فيها الطلب بشدة على الخبرة المغربية، مؤكدة أن المملكة لها أيضا كلمتها في قضايا السلام والأمن في القارة.
وسجلت الخبيرة أن إفريقيا في حاجة إلى دعم بلدان مثل المغرب من أجل دعم الانتقالات الديمقراطية والنهوض بحقوق الإنسان، لاسيما حقوق المرأة.
وأكدت لوو، في هذا السياق، أن دعم المغرب في تحقيق الأهداف المسطرة في إطار أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي سيكون مرحبا به.
وأضاف أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ستكون مهمة جدا للدفاع عن مصالح شمال إفريقيا داخل الاتحاد.
واعتبرت أن صوت هذا الجزء من إفريقيا ليس مسموعا كما يجب داخل الاتحاد الإفريقي، موضحة أن العديد من المشاريع والبرامج الاستراتيجية للاتحاد الإفريقي، لاسيما تلك المرتبطة بالسلام والأمن تتم بلورتها داخل المجموعات الاقتصادية الإقليمية، وهي وضعية لا تخدم مصلحة شمال إفريقيا. وخلصت إلى أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستكون ذات أهمية بالغة لإسماع صوت شمال إفريقيا.