طلقات مدفعية واستعراض عسكري وعروض رقص تقليدية وجولة خاصة في المحمية الوطنية نغورونغورو… حكومة تنزانيا لا تريد ترك مجال الشك في أن ملك المغرب محمد السادس ضيف مرحب به في البلاد. تستغرق زيارة الملك في تنزانيا ثلاثة أيام وتأتي عقبت زيارة من نفس العيار في رواندا. الهدف الرسمي لهذه الجولة هو إنعاش العلاقات السياسية والاقتصادية بين المغرب ودول شرق إفريقيا. في رواندا وقع الملك والرئيس باول كغامي على 19 اتفاقية ثنائية، علما أن المنطقة لا تُعد شريكا وثيقا للمغرب. لكن الرباط، لهها مخطط إضافي هام : فبعد أكثر من 30 عاما يعتزم المغرب العودة إلى عضوية الاتحاد الإفريقي. وهذا ما سبق أن أعلن عنه الملك، في رسالة في يوليوز الماضي أمام الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي. فما هي جذور هذا التحول في الرؤية المغربية الجديدة؟ ليزل لوف فودران، خبيرة الشؤون الإفريقية في جنوب إفريقيا لها جواب واضح على ذلك:"الدبلوماسيون المغاربة يقولون إن بلادهم أدركت أن ابتعادهم عن الاتحاد الإفريقي لا يخدم حملتها بشأن قضية الصحراء".
رغبة في تمويل أفضل للإتحاد الافريقي المغرب يبدي موقفا توافقيا ولا يربط هذه العضوية بأية شروط في موضوع الصحراء. ويأتي الدعم من شرق إفريقيا أيضا: "حان الوقت لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، كما تؤكد وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو. لكن يبدو أنه من الصعب تصور تعايش سلمي بين المغرب والآطراف الأخرى في الصحراء في حضن الاتحاد الإفريقي. 28 دولة، كانت قد وقعت فعلا قبل انعقاد الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي في 18يوليوز في رواندا على التماس يطالب بطرد جبهة البوريساريو من الاتحاد الإفريقي. ويملك المغرب هنا حجة قوية: فهو من بين الدول التي تتمتع برخاء في القارة، وبمقدوره مساعدة الاتحاد الإفريقي في ضمان تمويله الذاتي. وهذه ورقة قوية في وقت يطالب فيه زعماء أفارقة بضرورة تحقيق استقلالية أكبر عن الجهات الدولية المانحة. كما إن الخبيرة لوف فودران تشير إلى أن نيجيريا وأنغولا والجزائر، وهي قوى ممولة للإتحاد تعاني من أسعار النفط المنهارة. اختبار دبلوماسي سيتم ضم المغرب في يناير المقبل إلى الاتحاد الإفريقي، وهو في حاجة لثلثي مجموع الأصوات داخل الجمعية العامة للأتحاد الإفريقي. وبالمقابل ليس هناك من خطط تود إقصاء دولة ما. ويعني ذلك أن المغرب سيكون مجبرا على كسب أصوات ثلثي مجموع أصوات دول الاتحاد الإفريقي حتى يمكن إجراء تعديلات على النظام الأساسي للإتحاد ووبالتالي إقصاء جبهة بوليساريو. وإضافة، الى رواندا وتنزانيا وغيرهما من الدول سيكون المغرب بحاجة إلى جهد دبلوماسي أكبر لإلحاق الهزيمة بمعسكر مساندي الطرف الآخر في موضوع الصحراء، ومن بين تلك الأطراف إفريقيا الجنوبية والجزائر، وهما بلدان لهما قوة تأثير داخل الاتحاد الإفريقي. عن : دوتش فيليه بتصرف.