أكد المحلل السياسي منصف السليمي أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ليس سوى تكريس للموقع الذي تحظى به المملكة على مستوى القارة الإفريقية، مضيفا أن هذا القرار" استراتيجي وليس ظرفي " وحظي بإجماع كل القوى السياسية بالمملكة. وأوضح السليمي، الخبير في شؤون المغرب العربي والعلاقات المغاربية الأوروبية، إثر الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقمة السابعة والعشرين للاتحاد الإفريقي ، المنعقدة بكيغالي، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي أملاه دوره الأساسي في إفريقيا ، وأيضا لكونه عنصرا إيجابيا وفعالا، مما حدا بالعديد من الدول الإفريقية تطالب بهذه العودة.
وأبرز السليمي الذي يرأس أيضا المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام، الدور الهام الذي يضطلع به المغرب ضمن القوات الأممية في إفريقيا، إضافة إلى نجاحه في نسج علاقات اقتصادية قوية مع العديد من دول القارة، في التجارة والصناعة وقطاع البنوك ، ليشكل بهذا التراكم نموذجا ناجحا للتعاون جنوب - جنوب فضلا عن نجاحه في اختراق الاسواق العالمية الكبرى أكثر من أي دولة أخرى في القارة ، خاصة أسواق الصين وأوروبا وروسيا.
من جهة أخرى، أكد المحلل على ضرورة تعزيز التعاون الامني بين المغرب ودول أفريقيا وخاصة شمال القارة ومنطقة الساحل جنوب الصحراء ، اعتبارا للدور الطلائعي للمملكة في مكافحة الإرهاب، وهو التعاون الذي تتطلع إليه أوروبا أيضا.
ولم يستثني منصف السليمي، البعد الثقافي بالنسبة لموقع المغرب ، مشيرا إلى أن المملكة تعد جسرا للعلاقات بين الشمال والجنوب ، وتتوفر على أرضية وعمق ثقافيين تجعلها من أكثر الدول قدرة على التفاعل بفضل رصيدها الغني وأكثر الدول الأفريقية تأثيرا أيضا.
وأبرز المحلل أيضا أن جلالة الملك محمد السادس حرص في رسالته على التأكيد على ضرورة تجاوز كل الانقسامات التي تهدد عددا من الدول الأفريقية وتشكل خطرا على أمنها.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد وجه رسالة إلى القمة ال27 للاتحاد الإفريقي أعلن فيها عودة المغرب إلى الاتحاد.
وقال جلالة الملك "إن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك"، مؤكدا أن المغرب يمكنه، بفضل تحركه من الداخل، أن يساهم في جعل الاتحاد الإفريقي " منظمة أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد".