اعتبر الاقتصادي التركي أتيلا دونات، أمس الثلاثاء، أن عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي خطوة مشروعة لدولة رائدة في محيطها القاري. وصرح دونات أن المملكة لم تفتأ تؤكد هويتها الافريقية من خلال الرهان على تعاون جنوب جنوب أكثر فعالية مزكية أدوارها كقطب ناظم للسلم وفاعل محوري في الاستقرار والأمن بافريقيا من خلال مبادراتها الانسانية والعسكرية الميدانية تحت اشراف الأممالمتحدة وأيضا كرائدة في مجال التنمية البشرية. وسجل أن المغرب المتمسك بجذوره الافريقية، وإن غاب عن الاتحاد الافريقي منذ ثلاثة عقود، فإنه تموقع باعتباره المستثمر الافريقي في القارة من خلال استثماراته ومشاريعه ببلدان جنوب الصحراء، وعبر وضع خبراته وتجاربه في مختلف المجالات رهن اشارة هذه البلدان. ولاحظ دونات أن المملكة ومنذ أن غادرت المنظمة الافريقية عام 1984 (التي أصبحت الاتحاد الافريقي عام 2002) إثر انضمام الجمهورية الصحراوية المزعومة، "لم تظل مشدودة الى الخلف بل مضت إلى الأمام مجسدة التزامها من أجل افريقيا قوية ومتقدمة". وقال الاقتصادي التركي أن الرسالة التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى القمة 27 للاتحاد الافريقي بكيغالي "خطوة قوية" تضع القادة الافارقة أمام مسؤوليتهم التاريخية لتدارك هذا الخرق للشرعية الدولية والتعاطي مع هذا المنعطف في اتجاه مسيرة مشتركة للتنمية. وأضاف أن هذه العودة من قبل دولة صاعدة لا تخفى ريادتها تعكس الإرادة المعبر عنها منذ سنوات من طرف عدة قادة أفارقة ظلوا دائما يدعون الى استعادة المغرب لمكانه الطبيعي داخل الاسرة الإفريقية. وخلص أتيلا دونات الى أن هذه العودة من شأنها تعزيز الشراكات رابح- رابح وتوطيد التعاون المغربي الافريقي بما يعود بالنفع على القارة. عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي يندرج في إطار السياسة الافريقية للمملكة أكد أوليفيي غيتا الخبير في مجال الأمن والمخاطر الجيوسياسية ،أن عودة المغرب الى اسرته الافريقية، يندرج في إطار منطق واستمرارية السياسة الافريقية التي تنهجها المملكة أحد مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية. وأضاف المدير العام ل(غلوبال سترات) الموجود مقرها بلندن أن القرار الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في رسالته التاريخية الموجهة الى القمة 27 للاتحاد الافريقي بكيغالي، يشكل مبادرة "شجاعة" تتيح للمملكة الدفاع بشكل أفضل عن مصالحها الاستراتيجية داخل المنظمة الافريقية. واشار الى أن مثل هذه العودة التي تعكس واقعية الدبلوماسية المغربية ، ستتيح للمملكة تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي بافريقيا، واغناء النقاشات بين الافارقة ، والنهوض اكثر بمبادراتها تجاه افريقيا. وقال ان المغرب أصبح خلال السنوات الاخيرة أحد المستثمرين الرئيسيين بافريقيا ، مساهما بذلك في تمويل عدد من المشاريع المهيكلة ، وفي التنمية السوسيو-اقتصادية في اطار تعاون تضامني جنوب -جنوب ،وشراكة (رابح /رابح). وذكر الخبير في مجال مكافحة الارهاب بالهزائم الدبلوماسية التي تلقاها الانفصاليون ، مشيرا الى الاهتمام الذي توليه البلدان الافريقية لعودة المملكة الى الاسرة المؤسسية الافريقية. كما ذكر بالملتمس الموجه الى الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي من قبل 28 بلدا افريقيا يدعون فيه الى طرد الجمهورية الصحراوية الوهمية ودعم عودة المغرب. وخلص أوليفيي الى الاعراب عن اقتناعه بأن عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي سيجعل هذه المنظمة اكثر قوة ووزنا على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والاستراتيجية .