وجهت فرنسا تحذيرا للعالم، معتبرة أن استقبال أوروبا لكل اللاجئين الفارين من الحرب في سورياوالعراق سيكون انتصارا لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مناطق شاسعة في البلدين العربيين. وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على هامش "المؤتمر الدولي لضحايا أعمال العنف الاثني والطائفي في الشرق الأوسط"، الذي عقد في باريس الثلاثاء 8 سبتمبر، أنه "لو جاء كل هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا أو مناطق أخرى يكون تنظيم الدولة الإسلامية قد انتصر"، مضيفا أن "هدف (هذا المؤتمر) هو أن يبقى الشرق الأوسط كما هو منطقة تنوع يوجد فيها مسيحيون وإيزيديون ..الخ."
وأعلن فابيوس متحدثا بعد المؤتمر أن عدة بلدان ستعلن عن تعهدات مالية في الأشهر المقبلة لمشاريع تتراوح بين إعادة بناء البنية الأساسية وإعادة الخدمات الأساسية أو تدريب الشرطة المحلية في المناطق المحررة من سيطرة التنظيم.
وأضاف أن باريس قررت تقديم مساعدات أخرى بقيمة 25 مليون يورو زيادة على 100 مليون يورو التي قدمتها بالفعل، حيث ستستخدم هذه الأموال في مشاريع منها إزالة الألغام في مدينة عين العرب (كوباني) في سوريا و بناء مساكن في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
وقال فابيوس إن 15 مليون يورو ستخصص لمخيمات اللاجئين في المنطقة استجابة لدعوات وكالات الأممالمتحدة لتقديم مزيد من التمويل في البلدان المجاورة لسوريا.
وجمع مؤتمر باريس مسؤولين من نحو 60 دولة، من بينهم وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا، لتعزيز تدابير ترمي إلى تيسير عودة اللاجئين، وتشجيع حكومات المنطقة على دمج الأقليات في الحياة السياسية، وضمان عدم إفلات أحد من العقاب في الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية.
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة في افتتاح المؤتمر "هناك حاجة انسانية ملحة"، مضيفا "إذا لم نقدم مزيدا من المساعدات للدول التي تستقبل (اللاجئين)، وإذا لم نعط مزيدا من المساعدات للأسر الموجودة في مخيمات اللاجئين أو المشردة في دول مجاورة، فحينئذ ستكون هناك ليس مآس فقط ..ولكن سيحدث أيضا مثل هذا النزوح الجماعي".
من جهتها قالت الأممالمتحدة، أمس الثلاثاء، إن معظم الناس الذين يتدفقون على أوروبا مهاجرون فارون من العنف والاضطهاد في بلادهم، ولهم حق قانوني لطلب اللجوء.
وأشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى اتصالات الأخير بزعماء النمسا وجمهورية التشيك وألمانيا واليونان وهنغاريا (المجر) وبولندا وسلوفاكيا، لمناقشة الأزمة، مضيفا أن "الأمين العام للأمم المتحدة أكد المسؤولية الفردية والجماعية لدول الاتحاد الأوروبي للتعامل بإنسانية" مع هذه المشكلة.
وأضاف دوجاريك إن بان كي مون "أكد على أن أغلبية الناس الذين يصلون إلى أوروبا مهاجرون فارون من الحرب والعنف ولهم حق السعي لطلب اللجوء، دون أي شكل من أشكال التمييز".
وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه من المتوقع وصول 850 ألف لاجئ على الأقل إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط خلال العامين 2015 و2016.
وبحسب خبراء في المفوضية، فإن العام الحالي سيشهد وصول 400 ألف لاجئ إلى القارة العجوز، فيما سيشد العام المقبل وصول أكثر من 450 ألف لاجئ.
وقالت الناطقة باسم المفوضية، إن قرابة 250 ألفا منهم وصلوا عبر اليونان، فيما عبر نحو 120 ألفا من إيطاليا، وأكثر من 2000 عن طريق إسبانيا، و100 من مالطا.