أكد الخبير الأمريكي، رودولف عطا الله، عضو مركز مايكل أنصاري لإفريقيا، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، اليوم الأربعاء بواشنطن، أن المغرب ينفرد بكونه "مثالا نموذجيا ساطعا" في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار عطا الله، الذي كان يتحدث خلال لقاء نظم على هامش قمة الولايات المتحدة إفريقيا المنعقدة بواشنطن بين 4 و 6 غشت الجاري تحت شعار "حلول إفريقية لتحديات أمنية بالقارة"، أنه "بفضل قيادة جلالة الملك، لم يفتأ المغرب عن بذل الجهود الملموسة من أجل احتواء تقدم التطرف الديني الذي يهدد المنطقة".
واعتبر عطا الله بهذا الصدد، أن جهود المغرب تأتي ثمارها لفائدة مقاربة "استراتيجية وخلاقة" ترتكز على تعزيز مسلسل التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى تشجيع قيم التسامح والتعايش.
كما أبرز عطا الله "وجاهة" السياسة الدينية للمملكة القائمة على تعاليم وقيم الإسلام وفق المذهب المالكي، الذي ينهل من فضائل الاعتدال والتعايش، داعيا في الوقت ذاته بلدان الساحل ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الاقتداء بالمغرب لقطع الطريق أمام التطرف الديني.
من جانبه، أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، في كلمة خلال هذا اللقاء، التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال إن "الأمر يتعلق بتحرك مندمج وشامل انطلق منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش"، موضحا أن هذه الاستراتيجية تتميز باحترام أركان الدين مع الانفتاح على السياق الدولي.
واعتبر عبادي أن المغرب تمكن من تفكيك آليات التطرف الديني، خاصة عبر تكوين النخب واستباق انتظارات وحاجات المواطنين.
وأشار باقي المتدخلين إلى أهمية العنصر البشري في أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء، داعين في هذا الصدد إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، وتعزيز الحكامة الرشيدة، وتحديث البنية التحتية والمؤسسات.