أكد رودولف أتلاه٬ عضو بارز بمركز ميكاييل أنصاري٬ التابع لمجموعة التفكير الأمريكية أطلانتيك كاونسيل٬ أن المغرب يبرز ك"نموذج" للإصلاحات والتقدم٬ ومكافحة الإرهاب وترويج المخدرات، بفضل اعتماده مقاربة شمولية أثبتت نجاعتها وذلك في منطقة مضطربة بفعل تهديدات الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة والمنظمات الإجرامية المتخصصة في تهريب المخدرات والبشر. وقال أتلاه٬ في مداخلة أمام لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للكونغرس الأمريكي٬ "في منطقة تعاني الاضطرابات بسبب التهديدات الإرهابية، التي تهدد أمن المجموعة الدولية٬ يبرز المغرب كنموذج للإصلاحات والتقدم ومكافحة الإرهاب"٬ محذرا من تواطؤ "البوليساريو" والمنظمات الإرهابية التي تنشط في مثلث جغرافي يتألف من الجزائر وموريتانيا ومالي. وبخصوص استراتيجية مكافحة الإرهاب التي وضعها المغرب٬ أبرز، هذا الليوتنان كولونيل المتقاعد من سلاح الجو الأمريكي، الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز الأمن وتأهيل منظومة القضاء٬ مع إيلاء اهتمام خاص للوقاية من أجل قطع الطريق على التطرف العنيف والجريمة المنظمة٬ مقابل الانخراط في إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية ودينية٬ وفي مجال التربية والتعليم. ولاحظ أن "هذه الإصلاحات الشاملة أطلقت دينامية حقيقية ساهمت في تطوير ثقافة الديمقراطية٬ والتعددية السياسية والمساواة في المغرب٬ والتي تمثل أبرز المكتسبات، التي حققتها المملكة" في هذا الاتجاه. وحول التهديدات الإرهابية التي تحيط بالمنطقة٬ أشار هذا الخبير إلى أنه "من مخيمات تندوف بالجزائر إلى غاية شريط أوزو بالتشاد٬ وهي المنطقة التي أطلقت عليها الأممالمتحدة قوس اللااستقرار٬ فإن سكان هذه المخيمات يرزحون تحت رحمة العديد من الفاعلين السياسيين وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحلفائه". وخلص رودولف أتلاه٬ في هذه المداخلة التي جاءت تحت عنوان "نزاع وعدم استقرار الصحراء والساحل: صراع محلي وانخراط دولي"٬ إلى أن "ترويج المخدرات والأسلحة علاوة على الأنشطة الإرهابية وعمليات الاختطاف كلها ظواهر ترسخت في هذه المنطقة، التي أضحت تشكل مكونات قنبلة ستكون لها انعكاسات خطيرة على الأمن الدولي ومصالح الولاياتالمتحدة".(و م ع)