في سابقة خطيرة لم تعشها جبهة البوليساريو قررت مجموعة من الجماعات المحلية الإسبانية إلغاء اتفاقيات التوأمة مع ولايتي "العيون" و"السمارة" بمخميات تندوف، وهي ولايات افتراضية على حد تعبير الصحفي التونسي الصافي سعيد، ويتعلق الأمر بالجماعة الترابية "راماليس دو لا فكتوريا" وجماعة ذو لارديو التابعتين للمجموعة المستقلة كانتبريا وسانتياغو ذو كومبوستيلا التابعة لمجموعة غالسيا.. وقد قررت هذه الجماعات إلغاء اتفاقيات التوأمة التي سبق أن أبرمتها مع الولايات الافتراضية بمخميات تندوف، وبررت هذه العملية بعدم شرعية أعمال التوأمة بالنظر إلى القوانين والضوابط المطلوبة من قبل الدولة الإسبانية للبلديات والأقاليم.
ومباشرة بعد فك الارتباط مع هذه الولايات الافتراضية قامت هذه الجماعات بتوجيه مراسلات للعامل ولرئيس المجلس البلدي بطرفاية مقترحة إبرام اتفاقات توأمة بين البلديات المذكورة وبين مدينة طرفاية من أجل تعزيز الشراكة والتبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وكذا تبادل الخبرات.
وتضاف هذه الصفعة إلى صفعات أخرى تلقتها جبهة البوليساريو بإسبانيا، حيث اضطرت البوليساريو في وقت سابق إلى إغلاق عدد من مكاتبها في مدن إسبانية، بعد أن تأخرت الجمعيات المساعدة لها على أداء تكاليف كرائها ومصاريف استمرار القيام بأنشطتها المعادية للوحدة الترابية للمغرب.
كما وجهت مدريد صفعة قوية إلى جبهة بوليساريو بإعلان انسحاب متعاونيها من المخيمات، بسبب تهديدات أمنية لجماعات إرهابية تنشط بالمنطقة، وهو الأمر الذي لم تستسغه قيادة الجبهة، وبدأت على إثره حملة داخل صفوف المجتمع المدني، والجمعيات الإسبانية، لتأليبهم ضد الحكومة الإسبانية لكنها لم تفلح.
ويرى بعض الانفصاليين أن الدعم الاسباني للمقترح المغربي يعني الابتعاد عن صف الدفاع عن جبهة البوليساريو.
وأوضحت بعض وسائل الإعلام الاسبانية كذلك، أن الحكومة الإسبانية لم تجر أي حوار رسمي مع مسؤولي البوليساريو منذ عدة أشهر، ولا أية اتصالات ذات محتوى سياسي على مستوى وزارة الخارجية الاسبانية. وبقرار إلغاء التوأمة تكون البوليساريو قد فقدت واحدة من قلاعها بإسبانيا، والسبب أكثر من قانوني كما يرى المتتبعون ولكن يتعلق بكون الإسبان بدؤوا يستيقظون على فظاعات الجبهة التي تمارس اللصوصية فقط ولا تدافع عن حقوق شرعية.