أعلن علماء أميركيون أنهم تمكنوا من تطوير عقار يقضي بنسبة عالية على مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف باسم الايدز لدى القرود، ويأملون في تطوير عقار مشابه للقضاء على المرض الفتاك لدى البشر، خاصة أن أسباب الإصابة بين البشر والقرود متشابهة إلى حد كبير. وأوضح علماء من كلية الطب والعلوم في جامعة أوريغون، في دراسة نشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" الطبية، أن مرض الايدز الذي يصيب الثدييات العليا ومنها القرود، سببه فيروس يعرف اختصاراً بالحروف SIV وهو مشابه لفيروس HIV الذي يسبب المرض لدى البشر، لكنه أقوى منه بمائة مرة من حيث التسبب بموت المصاب، حسب صحيفة "القبس" الكويتية.
وأضافوا أن أكثر من نصف القرود التي حقنت بالعقار الجديد استجابت تماماً ولم تصب بالمرض، على الرغم من حقنها بفيروساته القاتلة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن العلماء المشاركين في هذه الأبحاث أن العقار الجديد يساعد الجسم على أن يكون مستعداً للدفاع عن نفسه، في مواجهة فيروسات المرض والقضاء عليها، لأنه يحفز خلايا الدم البيضاء على البحث عن الخلايا المصابة بالمرض ومن ثم القضاء عليها.
وقال البروفيسور لويس بيكر المدير المشارك لدائرة الأبحاث في الجامعة إنه تم حقن ستة عشر قرداً من فصيلة "ماكاو" بالعقار الجديد، وبعد مرور شهرين تم حقن هذه القرود بفيروس الايدز القردي SIV وبعد انقضاء ثلاثة أسابيع تبين أن سبعة قرود أصيبت بالمرض فيما نجت تسعة قرود ولم تصب بالمرض القاتل.
وأضاف أن ثمانية من القرود التسعة ظلت سليمة طوال ثلاث سنوات تالية، هي فترة التجربة، أما القرد التاسع فظهرت عليه علامات الإصابة بعد مرور سنة كاملة، ومع ذلك فقد كانت الإصابة خفيفة.
وفي المرحلة التالية من التجربة، أخذ الباحثون كميات من دماء وخلايا لمفاوية من القرود السليمة، ومن ثم حقنوها في أجسام قرود سليمة، ولم تصب أي من هذه القرود بالمرض.
وعلى الرغم من النتائج المشجعة للغاية، لا يزال العلماء القائمون على هذه التجارب يأملون في حل اللغز المتمثل في معرفة السبب الذي جعل العقار الجديد يشفي بعض القرود ويعجز عن شفاء بعضها الآخر.