في غمرة بحثه عن سبيل لتفادي فشل مؤتمر الجامعة العربية الذي تعتزم الجزائر استضافته في مارس المقبل، كلف نظام العسكر بوقه الدبلوماسي رمطان لعمامرة بالسفر إلى العديد من الدول العربية وضمنها الإمارات العربية المتحدة. وفي هذا الإطار، عقد وزير خارجية كوريا الشرقية، أول أمس السبت، جلسة عمل مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، حسب بلاغ صادر عن خارجية العسكر الجزائري. البيان ذاته، أورد أن "الطرفان اتفقا على ضرورة الدفع بالعلاقات الثنائية في شقيها السياسي والاقتصادي نحو مستويات أعلى"، إلى جانب "القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تلك المتعلقة بمستجدات الأوضاع في العالم العربي وآفاق تعزيز العمل العربي المشترك". كما اتفق الوزيران، يضيف البيان، "على مواصلة التشاور والتنسيق لتحقيق أهداف العمل العربي المشترك ومعالجة التحديات التي تطرحها مختلف الأزمات التي تهدد السلم والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية." لن نتحدث هنا عن الادعاءات الواردة في البيان، بخصوص ما سماه "التنسيق لتحقيق أهداف العمل العربي المشترك"، ولا عن "معالجة التحديات التي تطرحها مختلف الأزمات التي تهدد السلم والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية"، لأن الجميع يعرف بأن أكبر من يهدد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة هو نظام العسكر الجزائري، كما أن أكبر من يرفض التنسيق والتعاون لتحقيق أهداف العمل العربي المشترك، هي الطغمة العسكرية التي تحكم الجزائر منذ استقلال البلاد سنة 1962، وذلك من خلال تسليح وإيواء شرذمة من المرتزقة لتقويض وحدة المغرب، فضلا عن مناورات الجنرالات وتواطئهم مع الجماعات الإرهابية سواء في شمال إفريقيا او في دول الساحل والصحراء، بالإضافة إلى علاقاتهم المشبوهة مع المخابرات الإيرانية وإدخالهم لمرتزقة الفاغنر إلى مالي وعلى الحدود مع دول الجوار... كما أجرى لعمامرة "مباحثات بناءة مع الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الإماراتي"، وذلك على هامش الزيارة التي يقوم بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة "بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية"/أي تبون العسكر الرئيس المعين من قبل الجنرالات ليكون قناعا مدنيا لهم. وجاء في البيان بهذا الخصوص أن "المحادثات تمت في جو أخوي وإيجابي طبعها التوافق التام في وجهات النظر"، وهذا هو مربض الفرس، لأن التوافق التام في وجهات النظر بين الإمارات العربية المتحدةوالجزائر، تعني فيما تعنيه أن الجزائر متفقة على تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل وبالتالي تتناقض مع شعاراتها الفارغة بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية ومعاداتها للمغرب بسبب استئناف الرباط لعلاقاتها مع تل أبيب. كما أن هذا التوافق التام في وجهات النظر يعني أيضا أنه الطغمة العسكرية في كوريا الشرقية متفقة تماما مع موقف الإمارات العربية المتحدة بخصوص الصحراء المغربية وأنها لا ترى مانعا في فتح الإمارات قنصلية لها بالعيون حاضرة الأقاليم الصحراوية المغربية.. كما أن الجزائر لا مشكلة لها مع الإمارات العربية المتحدة التي أصدرت بيانا مع دول الخليج العربي، بخصوص دعم وحدة المغرب الترابية وتجديدها لموقفها الثابت بخصوص مغربية الصحراء ورفضها أي مس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية.. تلك كانت بعض التناقضات، أو لنقل أوجه نفاق نظام العسكر الجزائري في تعامله مع القضايا العربية، والذي يدعي الدفاع عنها ولا يترك آية مناسبة للجهر بذلك عبر تصريحات وشعارات فارغة الهدف منها هو المزايدة السياسوية والتعويض عن فشله على جميع المستويات...