قالت وزارة الخارجية الجزائرية، أمس السبت، إن الوزير رمطان لعمامرة، قام بزيارة عمل إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث عقد جلسة عمل مطولة مع نظيره الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي، لمناقشة مستجدات الأوضاع في العالم العربي، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وحسب بيان للخارجية الجزائرية، فإن الوزيرين أشادا "بعمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدين على ضرورة تظافر الجهود المشتركة خلال الفترة المقبلة للسير بالعلاقات الثنائية في شقيها السياسي والاقتصادي نحو مستويات أعلى، بما يعكس حجم الامكانيات التي يزخر بها البلدان". كما اتفقا الطرفان، حسب ذات البيان "على إضفاء ديناميكية جديدة على آليات التعاون الثنائي، لا سيما اللجنة المشتركة للتعاون ولجنة التشاور السياسي، فضلا عن تبادل الزيارات على المستوى الوزاري بصفة منتظمة، ومواصلة التشاور والتنسيق لتحقيق أهداف العمل العربي المشترك ومعالجة التحديات التي تطرحها مختلف الأزمات التي تهدد السلم والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية". وبالرغم من أن المساعي الجزائرية لتعزيز العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، تبقى خطوة عادية ومحمودة في إطار العلاقات العربية- العربية، إلا أنها تأتي في وقت تظهر فيه الجزائر وكأنها تُناقض خطابها الذي تبنته مؤخرا بقوة، حسب عدد من المتتبعين، وأبرز خطاب في هذا السياق هو تنديدها بتطبيع بلدان عربية لعلاقاتها مع إسرائيل، وعلى رأسها الإمارات، ومحاولة الظهور بموقف "المدافع الوحيد" عن القضية الفلسطينية وحق الشعبي الفلسطيني في بناء دولته المستقلة. وكانت العديد من الأحزاب السياسية التي تسير وفق توجهات النظام الجزائري، قد أدانت بقوة توقيع الإمارات العربية المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في غشت 2020، حيث كان محمد العماري الناطق باسم قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، قد خرج بتصريح لوكالة الأناضول للأنباء اعتبر فيه أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي "غدر مكتمل الأوصاف وخيانة بكل ما تحمله الكلمة من مضامين"، وشدد القول بأن الاتفاق هو "طعنة وغدر في ظهر القضية الفلسطسنية". كما أن حزب حركة مجتمع السلم الذي يُعتبر أكبر حزب إسلامي في الجزائر، اعتبر أن الاتفاق "خيانة عظمى من طرف دولة لا تربطها أي حدود مع الكيان الصهيوني"، وقال القيادي في الحركة فاروق طيفور، للأناضول، بأن حركة مجتمع السلم "تستنكر وتستهجن هذا الموقف"، ودعا "الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وكل البرلمانات العربية والتي تقف مع القضية الفلسطينية، لأن تستنكر وترفض وتندد بهده الخطوة التي ستعزل في نهاية المطاف هذه الدولة المارقة"، وأضاف "في الجزائر هناك إجماع بين السلطة والمعارضة بشأن القضية الفلسطينية". كما أن النظام الجزائري مؤخرا رفع العديد من الشعارات المنددة بتطبيع البلدان العربية بإسرائيل، خاصة بعد قرار المغرب استئناف علاقاته مع تل أبيب، وبالتالي فإن الزيارة التي يقوم بها رمطان لعمامرة للإمارات والإشادة بالأخيرة في بيان وزارته، يبدو متناقضا كليا مع الخطاب الرسمي الجزائري في الفترة الأخيرة.