يبدو أن عدوى الكذب والتزوير، قد انتقلت إلى الضفة الأخرى من المتوسط، حيث أصابت العديد من الإسبان بعد نقلها من كوريا الشرقية إلى المملكة الإيبيرية بواسطة المجرم إبراهيم غالي، الذي استقبل في سرقسطة للعلاج من كوفيد-19 قبل أن يتحول إلى مصدر للأزمات بين المغرب واسبانيا، وعدوى أصابت العديد من المسؤولين والسياسيين الاسبان الذين سايروا كابرانات فرنسابالجزائر في أكاذيبهم ومسرحياتهم الهزلية... ومن بين من أصابتهم عدوى الكذب هذه، التي يتقنها تبون ولعمامرة وبلاني والطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، بعض اليسراويين الإسبان وعلى رأسهم النائب البرلماني الإسباني، كارليس موليت، الذي ادعى أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة استخدم طائرة إسبانية خاصة للمرور عبر الأجواء الجزائرية في طريقه إلى العاصمة الرواندية كيغالي للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري الثاني للقمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، المقرر عقدها في فبراير المقبل ببروكسل! ونشر النائب البرلماني الاسباني، عبر تغريدة على حسابه بموقع تويتر، نص رسالة وجه من خلالها سؤالا لحكومة بلاده حول "سبب السماح للوزير المغربي باستخدام الطائرة الإسبانية، رغم معرفتها بالخلاف القائم بين الجزائر والمغرب". ولإعطاء نوع من المصداقية على كذبته، وفي محاولة لإقناع الرأي العام بمضامين سؤاله، أرفق النائب البرلماني تغريدته بصورة ادعى أنها تتعلق ب"الطائرة الإسبانية المستعملة، ومسارها من المغرب إلى رواندا، مرورا بالأجواء الجزائرية" بالإضافة إلى معلومات حول نوعها ورقمها...إلى غير ذلك من التوابل التي تدخل في إطار محاولات التأثير على المتتبعين. ووجه النائب البرلماني الاسباني، في مراسلته لحكومة بلاده، التي نشر نصها عبر حسابه في "تويتر"، سؤالا حول ما إذا كانت الجزائر ستتحرك ضد ما سماه "هذا الانتهاك المغربي" أم لا! تغريدة النائب البرلماني الاسباني، لا تختلف في شيء عن ادعاءات جنرالات الجزائر سواء على مستوى الصيغة أو المحتوى، والتي لا تخفى أهدافها على أحد خاصة في ظل الحرب الإعلامية التي تخوضها الأبواق الدعائية للطغمة العسكرية الجزائرية ضد المغرب ومصالحه... وقد سارعت الأبواق الإعلامية لنظام العسكر الجزائري وذبابه الالكتروني، إلى نقل تغريدة البرلماني الاسباني، وإعادة نشرها بسرعة البرق مع إرفاقها ببعض توابل الكذب والادعاءات التي يتقنها كابرانات فرنسا.. إلا أن البرلماني صاحب التغريدة، وفي حمأة الدفاع عن جنرالات الجزائر ونصيبه من ريع النفط والغاز، نسي أن ناصر بوريطة وزير خارجية دولة لها أسطول من الطائرات الحديثة والتي تكاد لا تتوفر عليها بلاده وأحرى بلاد "شرقستان" التي تعيش شركة طيرانها أزمات تلو أخرى، والتي تحتفظ بطائرات مهترئة وهرمة أكل الدهر عليها وشرب، مما يجبر مسؤوليها وعلى رأسهم بوق العسكر الدبلوماسي رمطان لعمامرة وتابعه عمار بلاني إلى استئجار طائرات من شركات أجنبية خلال تنقلاتهم... البرلماني الاسباني، أو من أفتوا عليه كذبته، لم ينتبه إلى أن هذه الممارسات التي تحدث عنها بخصوص استئجار طائرة والمرور فوق أجواء "شرقستان" المحظورة على الطائرات المغربية، ليست من شيم الدولة المغربية التي تحترم نفسها والتي لها باع في مجال الدبلوماسية، وأن هذه الممارسات يتقنها جنرالات فرنسا الذين يهربون مرتزقة البوليساريو عبر طائرات تابعة للرئاسة الجزائرية أو عبر طائرات يستأجرونها خفية كما فعلوا مع المجرم إبراهيم غالي عندما أرادوا تهريبه من اسبانيا، عقب ما أصبح يعرف عالميا بفضيحة "بنبطوش"، حيث لجئوا إلى شركة فرنسية في بوردو وتعاقدوا معها سرا لنقل المجرم إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة الجزائرية. البرلماني الاسباني يعتقد جهلا الجزائر وحدها هيا التي تنتمي إلى إفريقيا، إذ كيف غابت عنه معلومة يعرفها الجميع وتتعلق بانتماء المملكة المغربية إلى افريقيا، وبالتالي لا حاجة لبوريطة لان يمرّ فوق الأجواء الجزائرية للذهاب إلى رواندا، لأن الطريق إلى هذه الأخيرة يمكن سلكه مباشرة من المغرب عبر موريتانيا والسينغال او مالي ولا حاجة للطائرات المتوجهة من المغرب إلى رواندا لاستنشاق هواء شرقستان الملوث ببول شنقريحة وغائط تبون ومن يدور في فلك الطغمة العسكرية... إن سؤال النائب البرلماني الاسباني ينم عن جهل فظيع بالجغرافية وبحقيقة ما يجري ويدور، فضلا عن كونه سؤال مؤدى عنه من قبل كابرانات فرنسا في محاولة فاشلة للنيل من الصورة المشرقة للدبلوماسية المغربية، وتعكير العلاقات المغربية الاسبانية التي خرجت بالكاد من أزمة دبلوماسية تسبب فيها النظام العسكري الجزائري من خلال تهريبه لبنبطوش وإغرائه لبعض المسؤولين الاسبان لقبوله في مستشفى لوغرونيو بسرقسطة من اجل العلاج.