أثار مضمون المذكرة التي وزعها الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، ردود فعل غريبة من قبل الدبلوماسية العسكرية في الجارة الشرقية، لتخرج ببيان ترغد وتزبد وتقول ما يناقض ممارساتها وجرائمها التي اقترفتها في حق المغرب منذ عقود. وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، البوق الإعلامي الرسمي للعسكر، الذي لا يمر يوما دون نشر بلاغات وبيانان مرتزقة البوليساريو، أوردت قصاصة نقلت فيها بيانا صحفيا صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية جاء فيه أن "الجزائر تدين بشدة هذا الانجراف الخطير، بما في ذلك على للمملكة المغربية نفسها داخل حدودها المعترف بها دوليا"، واصفة تصريحات عمر هلال بأنها "عمل دبلوماسي مريب."! الوزارة التي يشرف عليها "البولدوغ" رمطان لعمامرة، البوق الدبلوماسي الجديد/القديم للعسكر، قالت إن "الممثلية الدبلوماسية المغربية بنيويورك قامت بتوزيع وثيقة رسمية على جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، يكرس محتواها بصفة رسمية انخراط المملكة المغربية في حملة معادية للجزائر، عبر دعم ظاهر وصريح لما تزعم بأنه "حق تقرير المصير للشعب القبائلي" الذي، حسب المذكرة المذكورة، يتعرض ل"أطول احتلال أجنبي"! وأشار البيان إلى أن "هذا التصريح الدبلوماسي المغربي مجازف وغير مسؤول ومناور."! وختمت المقاطعة الخارجية للعسكر بيانها الغريب بالقول إنه "في ظل هذه الوضعية الناشئة عن عمل دبلوماسي مريب صادر عن سفير، يحق للجزائر، الجمهورية ذات السيادة وغير القابلة للتجزئة، أن تنتظر توضيحا للموقف الرسمي والنهائي للمملكة المغربية بشأن هذا الحادث بالغ الخطورة"! هكذا إذن، لم يكتشف نظام كابرانات فرنسا معنى "السيادة غير القابلة للتجزئة"، و"الحملة المعادية للجزائر"، و"العمل الدبلوماسي المريب"...إلخ، إلا عندما نطق هلال بالحق وقال ما كان يجب ان يقال منذ مدة وهو أن الشعب القبائلي من حقه ان ينعم بتقرير مصيره، فيما تناسى نظام العسكر بانه لا هم ولا شغل لدبلوماسيته ولأبواقه الإعلامية الرسمية والمستفيدة من ريع النفط والغاز، سوى قصف المغرب والنيل من وحدته الترابية. لم ير الجنرالات حجم الخيانة ودرجة المساس الخطير بسيادة المغرب ووحدته من خلال دعم وتسليح وإيواء جماعة إرهابية منذ أكثر من 45 سنة. المغرب لم يدعم ولم يسلح ولا يأي على أراضيه شرذمة من المرتزقة الارهابيين، ورغم ذلك جنّ جنون الجنرالات ودفعوا مقاطعتهم الخارجية وعلى رأسها عبدهم البولدوغ لعمامرة، للنباح والصراخ بمجرد مذكرة يقول فيها عمر هلال عن حق، بأن شعب القائل الشجاع من حقه، أكثر من أي شعب، تقرير مصيره وهو ما يطالب بها أبناء القبائل يوميا وواقعيا عنبر المسيرات والمظاهرات التي ينظمونها والتي يرفضون فيها حكم العسكر الذي أوصل البلاد إلى حافة الفقر والانهيار من خلال الإسراف في الإنفاق على شرذمة من المرتزقة وإيوائهم وتسخير كل الإمكانات المالية والعسكرية والدبلوماسية لدعمهم ومساندتهم لتقويض وحدة المغرب وعرقلة مساره التنموي ووحدة الشعوب المغاربية.. يشار أن وسائل إعلام جزائرية موالية للنظام العسكري، ذكرت أن وزارة الخارجية الجزائرية استدعت سفير المملكة في الجزائر حسن عبد الخالق. الطغمة العسكرية، التي تحكم الجزائر، جعلت من العداء للوحدة الترابية للمغرب عقيدة لها ومسألة وجودية، إذ لا يمر يوم دون أن تهاجم هذه الطغمة العسكرية، بمنتخبيها الوهميين وجنرالاتها الفاسدين، الوحدة الترابية للمملكة باسم ما تسميه "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". لقد كان عمر هلال محقا ألف مرة عندما عرى التناقضات القاتلة لهذه الطغمة العسكرية المتنفذة في الجزائر منذ الاستقلال، لأن دفاع بلد عن حق تقرير المصير، يجب أن يعمل على احترامه أولا في بلده، وان يمنحه لشعبه أولا، ثم إن منطقة القبائل تعاني من كل أشكال التمييز في الجزائر ووصل أبناؤها إلى قناعة بأن تقرير المصير هو الحل الوحيد للقطع مع نظام الجنرالات. عندما يقوم برلمانيون أو قادة أحزاب، مثل عبد القادر بن قرينة، بمهاجمة القبائل، فإن الطغمة العسكرية تغض الطرف عن ذلك. يكفي أن يجرؤ أحد سكان القبايل، مثل نور الدين آيت حمودة، نجل أحد أبطال المقاومة الشجعان ضد الاستعمار، وهو العقيد عميروش، على إدانة تزوير التاريخ من قبل النظام بقول الحقيقة عن الأمير عبد القادر وهواري بومدين، ومسالي الحاج ليقوم النظام بإيداعه السجن، مما يسيء إلى ذكرى وإرث والده وكل أبطال الثورة الجزائرية الحقيقيين. لشعب القبائل، المضطهد من قبل نظام الجنرالات، الحق في تقرير المصير، ويجب على المغرب أن يدعم "حركة تقرير المصير في منطقة القبائل" (الماك)، التي تناضل سلميا من أجل حق تقرير المصير لهذه المنطقة. وعلى عكس الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، والتي تسلح وتمول وتأوي البوليساريو، فإن على المملكة دعم الحركات التي تناضل سلميا من اجل نيل حقوقها، ومنها منطقة القبائل، وكتولونيا في اسبانيا... وكان عمر هلال قد انتقد، خلال اجتماع لحركة عدم الانحياز الذي عقد بشكل افتراضي أمس الخميس 15 يوليوز، الجزائر التي "تقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، وتنكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي"، مضيفا أن "تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير".