في الوقت الذي تدعم فيه بشكل علني أطروحة جبهة "الوليساريو"، أعربت، الجزائر، يوم الجمعة 16 يوليوز، أن محتوى الوثيقة التي وزعتها الممثلية الدبلوماسية المغربية في نيويورك على جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، يكرس بصفة رسمية انخراط الرباط في حملة معادية للجزائر. وطالبت الجزائر، الجمعة، السلطات المغربية بتوضيحات بشأن ما وصفتها ب"تصريحات عدوانية" لسفير الرباط لدى الأممالمتحدة، التي أكد فيها بأن شعب القبائل يعاني من أطول احتلال أجنبي ويستحق تقرير المصير.
وصنفت الجزائر في وقت سابق "الحركة من أجل استقلال القبائل" (تعنى بمناطق يقطنها الأمازيغ شرق العاصمة الجزائر) "منظمة إرهابية".
وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، قالت إن الدبلوماسية المغربية في نيويورك أظهرت "انحرافا خطيرا"، عبر توزيع وثيقة رسمية على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز, يكرس محتواها "دعما ظاهرا وصريحا" للمغرب لحق تقرير المصير للشعب القبائلي".
الجزائر اعتبرت التصريحات المغربية "اعترافا" بما تصفه بالدعم المغربي متعدد الأوجه ل"الجماعات الإرهابية"، التي تسببت في إراقة دماء الجزائريين في العشرية السوداء، حسب زعمها.
وقالت الخارجية الجزائرية، "إن هذا التصريح الدبلوماسي المغربي المجازف وغير المسؤول والمناور، يعد جزء من محاولة قصيرة النظر واختزالية وغير مجدية تهدف إلى خلق خلط مشين بين مسألة تصفية استعمار معترف بها على هذا النحو من قبل المجتمع الدولي وبين ما هو مؤامرة تحاك ضد وحدة الأمة الجزائرية".
الجزائر طالبت المغرب بتقديم توضيح لموقفه الرسمي بشأن هذا الحادث "بالغ الخطورة".
وفي إطار ممارسة المغرب لحق الرد على إثر التدخل الاستفزازي لوزير الخارجية الجزائري الجديد رمطان لعمامرة، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عقد بشكل افتراضي يومي 13 و 14 يوليوز، حرص السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، على الرد بالتفصيل، على كافة الادعاءات الجزائرية بشأن قضية الصحراء المغربية.
ففي مذكرة وجهها إلى الرئاسة الأذربيجانية للحركة ووزعت على جميع الأعضاء، أعرب الدبلوماسي المغربي عن استغرابه الشديد لاختيار الوزير الجزائري، الذي تطرق لموضوع قضية الصحراء المغربية خلال "أول تصريح له في محفل دولي، منذ تعيينه مؤخرا" على رأس دبلوماسية بلاده، شدد هلال على أن قضية الصحراء المغربية "التي تندرج حصرا ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي، لم تكن مدرجة على جدول أعمال الاجتماع، ولا ترتبط بموضوعه".
وخلص الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة إلى القول بأن الوزير الجزائري، الذي "يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، ينكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي". وأضاف أن "تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير".