من المضحكات المبكيات، التي يتحفنا بها الإعلام الجزائري كل مرة، ما تناقلته أبواق الدعاية العسكرية هذه الأيام ومعها سائر الذباب الالكتروني الذي يتغذى من الإشاعات والروايات الكاذبة التي يؤلفها نظام العسكر، بمناسبة ما سمته بالذكرى 226 لمعاهدة أمريكا مع الجزائر! أبواق كابرانات فرنسا لا تخجل من نشر الأكاذيب والخرافات التي لا يمكن أن يصدقها أحد، لأن التاريخ الحقيقي يقول بأن الجزائر تمت صناعتها من قبل المستعمر الفرنسي الذي منحها "الاستقلال" سنة 1962 عبر استفتاء مسرحي، وكلف نظامها العسكري برعاية مصالحه بشمال إفريقيا وتنفيذ مخططات التفرقة وزرع البلبلة بالمنطقة.. وجاء في منشورات الأبواق الإعلامية للعسكر وذبابهم الالكتروني على الفيس بوك وتويتر وباقي مواقع التواصل الالكتروني، أن "الأسطول الجزائري خلال العهد العثماني كان يجوب المحيط الأطلنطي من بريطانيا وأيسلندا إلى جزر الكناري والآزورس مما جعل الدول تسعى لكسب ودّ وصداقة الجزائر بحسب المؤرخين... وفي هذا السياق وقعت الجزائروأمريكا معاهدة سلام وصداقة بتاريخ 21 صفر 1210 الموافق ل 05 سبتمبر 1795 بعد سنوات من التوترات والنزاعات البحرية"! من يقرأ هذا الخبر سيصاب بالهستيريا من كثرة الضحك، لأن ما يسمى بالجزائر لم يكن لها وجود سنة 1790، وبالمقابل كانت هناك دولة مغربية ضاربة في القدم. كابرانات فرنسا يعرفون جيدا أن لا تاريخ لهم لذلك فهم يجهدون أنفسهم لاختلاق تاريخ مزور، كما هي عادتهم في الكذب والبهتان، علّ العالم يصدقهم ويقتنع باسطوانتهم المشروخة التي تدعي أن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية هي أكبر "قهوة" إقليمية وقارية... ويتضح من خلال هذا المنشور، الذي نشرته أبواق النظام العسكري الجزائري على أوسع نطاق، أن الجنرالات يحاولون تقليد المملكة المغربية في كل شيء، ولو تعلق الأمر بقضايا تاريخية لا تقبل التقليد، لأن التاريخ لا يرحم ومهما حاول كابرانات فرنسا تحريفه وتزويره فإنه عصي على النسيان. ما أغاض نظام العسكر هو تاريخ المملكة المغربية العريق ، وما سطوهم على التاريخ العثماني الا محاولة للرد على المغرب وخاصة عندما ذكر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عند اعترافه بمغربية الصحراء، بأن الوقت قد حان لرد الجميل للمغرب الذي يعتبر أول دولة اعترفت باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1777، وهي حقيقة تاريخية وليست مناورة او كذب كما تفعل أبواق الصرف الإعلامي للجنرالات التي تحاول إقناع العالم عبثا بان الجزائر اكبر "قهوة" إقليمية وقارية وان جذورها ضاربة في القدم، ولو استدعى الأمر اللجوء إلى التزوير والكذب كما دأب على ذلك نظام العسكر الذي ملّ وسئم الجزائريون منه...