يبدو أن نظام العسكر فقد البوصلة ولم يعد قادرا على التفكير في أي شيء أو أخذ قرارات ومبادرات بشأن ما يجب القيام به في كل المجالات، إلا بالعودة إلى ما يقوم به المغرب من مشاريع لاستنساخها، في سلوك ينم عن كسل وجمود أضحى باديا للعيان. وبعد قرار المغرب ولوج دائرة الدول المصنعة للقاح كوفيد-19، هرعت أبواق نظام الجنرالات وعلى رأسها قناعه المدني الرئيس المعين تبون العسكر، إلى نشر ادعاءات مفادها أن الجزائر ستكون أول بلد إفريقي سيصنع اللقاح. بعد ذلك، ومباشرة بعد الإعلان عن إنتاج الأمتار المكعبة الأولى من مياه البحر المحلاة بمحطة اشتوكة ايت باها قرب أكادير، سارع نظام العسكر ليتلقف الخبر وشرع في تأليف مسرحية هزلية أخرى، حيث جاء في بيان للرئاسة الجزائرية، أن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أسدى تعليمات للحكومة تخصص قطاع الموارد المائية والأمن المائي، وذلك لحل أزمة المياه التي تعيشها البلاد." ودعا الرئيس المعين تبون العسكر، خلال اجتماع مجلس الوزراء أول أمس الأحد، إلى "ضرورة الخروج بقطاع الموارد المائية إلى سياسة متبصرة نهائيا وفق مخطط متناسق وعلمي لإنتاج وتسيير الموارد المائية". وأمر تبون العسكر، حسب ذات البيان، "بتوكيل مكتب دراسات أو لجنة مكونة من إطارات القطاع لإحصاء دقيق لعمليات توزيع واستهلاك المياه، من أجل تحكم أكبر، مع الشروع في أقرب وقت لإطلاق مشاريع تحلية مياه البحر على مستوى شرق ووسط وغرب البلاد، قد تصل إلى خمس محطات كبرى تتجاوز قدرتها الإنتاجية 300 ألف متر مكعب يوميا، لكل محطة."! هذه الشعارات تكشف مرة أخرى أن نظام العسكر لا شغل له سوى ما يفعله المغرب، وما يحققه المغرب ومحاولة مجاراته ولو على مستوى الخطابات والشعارات، لأن الواقع يعري زيف ادعاءات الجنرالات في كل خطوة لتقفي آثار المملكة، لأن هذه الأخيرة تقرن القول بالفعل ولا تهتم بالشعارات والفقاعات الإعلامية الفارغة المليئة بالمغالطات والأخبار الزائفة التي يتقنها كابرانات فرنسا، لأنها سر وجودهم والأكسيجين الذي يتنفسونه يوميا منذ أن سرقوا ثمار استقلال الجزائر في ستينيات القرن المنصرم...