في خطوة استفزازية جديدة للمغرب وللشعب الجزائري، أقدم عبد المجيد تبون، الرئيس المعين من قبل الجنرالات، على استقبال زعيم عصابة البوليساريو صباح اليوم الخميس. ونشرت رئاسة الجمهورية الجزائرية صورا لقناع الجنرالات/لتبون ودميتهم/ابراهيم غالي، وهما يرتديان الكمامات إلى جانب بعض المسؤولين الجزائريين، وذلك في محاولة لتحويل الأنظار على ما يقع في الجزائر من مسيرات احتجاجية في إطار الحراك الشعبي الذي استعاد عافيته واستأنف مظاهراته المطالبة برحيل نظام العسكر. وتكشف صور اليوم، مدى تورط النظام الجزائري في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما تعري وجهه البشع ويدحض كل الشعارات التي يدعي فيها الحياد، في حين ان أهم طرف في هذا الملف هي الجزائر التي لا تريد حلا للنزاع وتحاول تأبيدة لأن الأمر يعتبر مسألة موت أو حياة بالنسبة لنظام عسكري بنى مساره التحكمي في رقاب الشعب الجزائري على عداء المغرب وتعليق فشله وأزماته على شماعة "عدو وهمي" اسمه المغرب، حسب عقيدتهم/عقدتهم المرضية التابثة.. هذه الصور علق عليها بعض الجزائريين بالقول :"تمسك غريق بغريق"، في إشارة إلى أن تبون لا يمكن ان ينفع غالي في زمن أصبح الكل يعرف حقيقة الجنرالات وطبيعة الحكم العسكري في الجزائر، وان البوليساريو مجرد لعبة في أيدي مؤسسة الجيش الجزائري ومخابراتها، يستعملونها لابتزاز المغرب واستنفاذ قدراته وعرقلة مسيرته التموية ومسار بناء الوحدة المغاربية، وذلك من خلال دعم البوليساريو عسكريا ودبلوماسيا ولوجيستيكيا وماديا من أموال الشعب الجزائري الذي يعاني الويلات. وكالة الإنباء الرسمية الجزائرية، الناطقة باسم نظام العسكر، سارعت إلى نشر صورة تبون مع غالي، وارفقتها بعنوان جاء فيه "الرئيس تبون يستقبل نظيره الصحراوي"، في قراء لما وراء السطور، فإن البوق الاعلامي الرسمي للجنرالات لم يكذب إذ أن تبون باعتباره قناعا للنظام العسكري، لا يعدو أن يكون نظيرا وشبيها للدمية ابراهيم غالي، وهما الاثنان من صنع المخابرات الجزائرية وهي التي تقوم بتحريكهما على هواها ومتى شاءت، ووفق أجنداتها لتنفيذ مخططاتها ضد الشعب الجزائري والجار المغربي. إن القول بان زعيم جمهورية الوهم هو نظير عبد المجيد تبون، هو احتقار للشعب الجزائري الذي وصلت به الأحوال والظروف لكي يرى ويسمع بان الحكام المستبدين والمتحكمين في رقابه، يقارنون بينه وبين عصابة من المرتزقة ويضعون الجمهورية الجزائرية في مرتبة جمهورية وهمية وكيان مختلق لا وجود له على ارض الواقع. كمال أن إبلاء كل هذه الأهمية لزعيم كيان وهمي مقابل تهميش مطالب الشعب وعدم الاكتراث بواقع الجزائريين، يؤكد بكل جلاء بان الجنرالات لا يهمهم سوى مصالحهم، وهذه الأخيرة لا يمكن ان تستمر إلا من خلال استدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وتوهيم الرأي العام الجزائري بان "العدو الوهمي" المغربي يتربص بأمنه واستقراره، وان الأولى والأهم هو مواجهة هذا "الخطر" المغربي المحدق بالجزائر، وذلك في محاولة للالتفاف على مطالب الحراك الشعبي الذي استأنف مسيراته الاحتجاجية، بعد حوالي سنة من التوقف بسبب ظروف الجائحة، لاستئصال سرطان الجنرالات وبناء دولة مدنية ديمقراطية، وهو ما يكثفه شعار :"دولة مدنية ماشي عسكرية" الذي تواصل مؤسسة الجيش تجاهله وصمّ آذانها كي لا تسمعه، كما لو أن المعني بهذه الشعارات هم جنرالات كوريا الشمالية وتبّونهم "كيم جونغ أون"، وليس "كابرانات" الجزائر وتبونهم عبد المجيد "المزور" الذي "جابوه العسكر".