يواصل النظام العسكري بالجزائر تجاهل مطالب الحراك الشعبي، الذي يخرج اليوم للجمعة الثانية والخمسين على التوالي منذ انطلاقه يوم 22 فبراير 2019، وعوض الاهتمام بما تعيشه البلاد من اوضاع متأزمة، يمعن الجنرالات في احتقار الجزائريين من خلال واجهته المدنية، الرئيس المعين عبد المجيد تبون الذي أعاد الاسطوانة المشروخة التي تتغنى ب"الشعب الصحراوي" وتدافع عن دولة الوهم الصحراوي وكذا الانفاق السخي من أموال الشعب الجزائري، على البوليساريو وعدد من الدول المرتبطة بهذا المشروع الانفصالي، وذلك نكاية في الإضرار بمصالح المغرب، ولو على حساب المواطن الجزائري المقهور. الرئيس الجزائري المعين من قبل المؤسسة العسكرية، أعلن في قمة أديس أبابا، استعداد بلاده الإنفاق بسخاء على عصابة البوليساريو، حيث اطلق تصريحات عنترية، تعكس العقيدة المرضية للنظام العسكري تجاه المغرب، إذ بعد أن شعر بأنه بدأ يفرض سلطته على الحراك الشعبي، قرر استئناف سياسته العدائية ضد المغرب ووحدته الترابية.. وفي هذا الإطار، قال موقع "الجزائر تايمز" إن نظام العسكري ضخ 550 مليون دولار في خزانة عصابة البوليساريو لتمويل عملية الأشغال الكبرى بمنطقة تيفاريتي ومد المنطقة بالبنية التحتية اللازمة عبر الربط بقنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب والكهرباء وطريق الربط البري، لإنشاء هياكل ستكون مقرات ادارية واخرى مساكن للصحراويين، وهو ما يكشف بما لا يدع مجالا للشك بأن نظام العسكر بالجزائر هو البوليساريو والبوليساريو هو نظام العسكر الجزائري، لافرق، وما تصرح به دبلوماسية العسكر من أن الجزائر لا علاقة لها بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ليس إلا شعارات لذر الرماد في الاعين.. الموقع الجزائري أضاف، أن بلاده "الغنية جدا"، والتي تعاني حد التخمة من مواردها المالية، قررت أيضا ضخ 2 مليار دولار في حسابات دولة جنوب افريقيا الحليف التقليدي للبوليساريو، والمؤيدة للجزائر في دعمها للجبهة الانفصالية، وذلك بالتزامن مع تسلمها لرئاسة الاتحاد الافريقي، حيث تم الإعلان عن عقد اجتماع قريب للآلية الرئاسية المعنية بنزاع الصحراء "الترويكا". هذا السخاء الحاتمي من قبل تبون ونظام العسكر في الجزائر، بموازاة إعلان رئيس حكومته قبل يومين فقط، أن بلاده على حافة الإفلاس، وأن وضعيتها المالية هشة، وأن مداخيلها واحتياطياتها من العملة الصعبة في تراجع. وحذر خبراء دوليون من ارتفاع التضخم في الجزائر، التي أصبح وضعها شبيها بوضع فنزويلا، موضحين أن انهيار الاقتصاد الجزائري مع نهاية عام 2020 ، أصبح أمرا وشيكا إذا استمرت الحكومة في عدم البحث عن الحلول الناجعة والكفيلة للنهوض مما اعتبروه "المعضلة الحقيقية"، والتي ستؤدي بالجزائر في نهاية المطاف إلى وضع خطير. كما يأتي سلوك النظام الجزائري، في ظل وضع اجتماعي خطير، يعيش على وقعه الشعب الجزائري، والذي أصبح يعاني حتى من أجل الحصول على كيس حليب، حيث أصبحت مشاهد الطوابير أمام المحلات التجارية، أمرا معتادا في مدن وقرى الجزائر. ونقل الموقع الجزائري المذكور، أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن الجزائري، في تفاقم، حيث أن 40% من الطبقة الهشة في الجزائر والذين يقدرون ب14 مليونا يعانون من نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية وسط تعتيم كبير من الحكومة. وعوض أن ينظر تبون والنظام الجزائري، إلى هذه الحقائق التي أصبحت من قبيل المسلمات، قرر أن يسرح بعيدا ويستمر في إنكار واقع الجزائر الخطير، واستمرار الإنفاق على عصابة البوليساريو، في مشهد يؤكد بالملموس، انفصال هذا النظام عن واقعه، متجاهلا شعبه الذي سيخرج اليوم، كما خرج منذ حوالي السنة، في احتجاجات شعبية غير مسبوقة، ويؤكد أيضا أنه يعاني حقيقة من السفه، ويحتاج للحجر عليه، قبل أن تستفحل الأمور إلى نقطة اللاعودة.