في محاولة فاشلة ومكشوفة لتوجيه أنظار الجزائريين وإبعادهم عن النضال ضد النظام الفاسد في البلاد، لجأت مؤسسة الجيش إلى إشهار خدعة التهديدات الامنية بالمنطقة وذلك لشرعنة موقفها العدائي ضد المغرب وضد استقرار المنطقة المغاربية.. وفي غياب لعبد المجيد تبون، الرئيس المعين من قبل الجنرالات والذي يوجد في المانيا بعد اصابته بكوفيد-19 وسط تكتم شديد على وضعه الصحي، كشفت مؤسسة الجيش عن وجهها الحقيقي كماسكة حقيقية لزمام الامور في الجارة الشرقية، وذلك من خلال تصريف مواقفها بجريدة الجيش، كما كان يفعل الراحل قايد صالح خلال اندلاع مظاهرات ومسيرات الحراك الشعبي.. وفي هذا الإطار، اعلن جنرالات الجزائر، في لعبة مكشوفة ومفضوحة، أن "قيام بعض الأطراف بتهديد أمن المنطقة يشكل تهديدات، وإن كانت غير مباشرة، تحتم على الجزائر الاستعداد لمواجهتها بالنظر إلى التزاماتها الإقليمية ومبادئها الثابتة في نصرة القضايا العادلة"، وذلك في إشارة واضحة إلى تأمين المغرب لمعبر الكركرات بعد عرقلة الحركة المدنية والتجارية، التي أقدمت عليها عناصر من مرتزقة البوليساريو بإيعاز من النظام العسكري الجزائري الفاسد. وجاء في افتتاحية العدد الأخير من مجلة "الجيش"، الناطقة باسم الجنرالات في الجزائر، "أن الوضع الإقليمي المتردي على طول الشريط الحدودي للبلاد، فضلا عن قيام بعض الأطراف مؤخرا بتهديد أمن المنطقة ..هذه التهديدات، حتى وإن كانت غير مباشرة، تعنينا وعلينا الاستعداد لمواجهتها، بل يتحتم علينا ذلك كون بلادنا لها التزامات إقليمية يفرضها دورها المحوري، إضافة إلى مبادئها التي لا تحيد عنها والمتمثلة في نصرة كل القضايا العادلة". هكذا إذن تكشف عصابة الجنرالات، المتحكمة في الحكم بالجزائر، نواياها الخبيثة المهددة لامن واستقرار المنطقة، وذلك من خلال إعلان الحرب على المغرب في رسالة مكشوفة توضح بكل جلاء ان النزاع المفتعل في الصحراء المغربية هو صراع مع الطغمة الحاكمة في الجزائر، وأن البوليساريو لا تعدو ان تكون أداة طيعة ودمية يستعملها الجنرالات لتصفية حساباتهم القديمة مع المغرب منذ أحداث حرب الرمال سنة 1963 والتي بقيت نتائجها غصة في حلق نظام العسكر وشكلت له عقدة نفسية لا تزال تقض مضجعه وتعيق تطوره وتحول دون استيعابه لمتغيرات الوضع جهويا وقاريا ودوليا... ويحاول نظام العسكر، من خلال افتتاحية مجلة"الجيش"، الإلتفاف على الحراك الشعبي وتشتيت انظار الشعب وذلك من خلال اللجوء إلى الاسطوانة المشروخة المتمثلة في "المخططات العدائية التي تستهدف الجزائر في وحدتها الوطنية"، والتشديد على أنه أصبح "من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، الاستثمار في قدرة الشعب الجزائري على مواجهة كل المحن والصعاب مهما عظمت، بغية رص الجبهة الداخلية وتعزيزها، بما يمكن من إحباط كل المخططات العدائية المفضوحة والحملات الإعلامية المغرضة"، كذا! هكذا إذن، وبجرة قلم، يريد النظام الفاسد أن يقنع الجزائريين مرة أخرى، بأن المشكل يكمن في " المخططات العدائية المفضوحة والحملات الإعلامية المغرضة"، وذلك لتحويل انظار الشعب الجزائري وإبعاده عن حراكه المبارك الذي هبّ منذ 22 فبراير 2019 لتغيير الواقع المتأزم، والذي لن يتوقف حتى يجرف كل رموز النظام العسكري الفاسد، ولن تجدي أكاذيب الابواق الاعلامية للجنرالات ولا محاولاتهم المضللة في إيقاف الزحف الهادر للمواطنات والمواطنين الجزائيين الذين عقدوا العزم على تغيير صفحة العسكر السوداء وبناء دولة مدنية ديمقراطية بعيدا عن قرارات وأوامر الجنرالات ومن يدور في فلكهم.. البوق الاعلامي للجنرالات، حاول جاهدا اقناع الشعب الجزائري بخزعبلاته وترهاته، وذلك من خلال التأكيد مرة أخرى على ما أسماه ب"مرامي هذه الحملات المغرضة التي "تحركها دوائر معادية معروفة" والتي "تريد عبثا استهداف وحدة الشعب، ومن وراء ذلك التوجه الوطني الصادق، السديد والشجاع الذي تبنته السلطات العليا للبلاد"، هكذا إذن تصر العصابة الفاسدة الحاكمة في الجزائر على تجاهل مطالب الشعب وتكتفي بتعليق اخفاقاتها وازماتها الداخلية على شماعة العدو الخارجي ومخططات الاعداء...إلخ وتمضي مجلة الجيش في تحريف الحقائق ومحاولة إقناع الجزائريين بان "مواجهة هذه المخططات العدائية" تستدعي "إدراك الشعب لحقيقة الأهداف "الخفية" التي تحاول هذه الجهات المعادية للجزائر تحقيقها" ومن ثم "الالتفاف حول قيادة البلاد لإحباطها"! وكعادتها في الركوب على اسطوانة جيش التحرير الوطني وما يرافقها من شعارات أكل الدهر عليها وشرب، ركزت الافتتاحية على "المهام المنوطة بالجيش الوطني الشعبي" مع التذكير بأن هذا الأخير وبصفته "جيشا جمهوريا"! و"سليل جيش حرر البلاد من براثن الاستعمار"، من الطبيعي أن يكون "من طلائع القوى الحية للأمة، يقف إلى جانب الشعب في النوبات والمحن ويساهم بجدارة واقتدار في مسيرة النهوض بالبلاد، إلى جانب مختلف القطاعات الوطنية الأخرى"!، وهذه لعمري أكبر اكذوبة لأن الشعب ومنذ 22 فبراير 2019 وهو يطالب برحيل مؤسسة الجيش عن تدبير الشأن السياسي بالبلاد وعودة العسكر إلى ثكناتهم، فكيف يقول الجنرالات، بدون خجل في جريدتهم، بأن الجيش من "طلائع القوى الحية للأمة" و"يقف إلى جانب الشعب"؟ إن الشعب الجزائري يعي جيدا بأن المشكل في الجزائر هو نظام العسكر، وأن أي تغيير منشود في البلاد لن يتحقق إلا بزوال هذا النظام ورحيل الجنرالات. أ/ا تعليق ازماته على شماعة العدو المغربي ومخططات الاعداء في الخارج فلن يجدي في شيء، وكل العالم اليوم يعي جيدا ما يقع في الجارة الشرقية وما تعرفه من أوضاع متردية على جميع الاصعدة، وقد كان الموقف الأخير للبرلمان الأوروبي، حول اوضاع حقوق الانسان بالجزائر، أكبر دليل على أن العالم اكتشف الاعيب النظام العسكري ولم يعد يثق باكاذيبه وشعاراته الزائفة..