يواصل نظام العسكر الجزائري بكل وقاحة الهروب إلى الأمام من خلال ترديد نفس الاسطوانة المشروخة بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.. ففي آخر خرجة له، اتهم عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري المعيّن من قبل مؤسسة الجيش، الأممالمتحدة ب"التماطل" في تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء! وعبّر تبون، خلال خطاب ألقاه أمام الدورة ال75 للجمعية العامة للأمم المتحدة عما اسماه أسفه "لما تعرفه قضية الصحراء من عقبات تعرقل تسويتها، لاسيما توقف المفاوضات بين طرفي النزاع والتماطل في تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء"، كذا! في محاولة لتوهيم الرأي العام الدولي بأن نظام العسكر ليس طرفا في استدامة هذا النزاع وسببا في اختلاقه منذ أكثر من 45 سنة.. ودعا الرئيس الجزائري إلى "التعجيل بتعيين مبعوث للأمين العام الأممي وتفعيل مسارِ المفاوضات بين طرفي النزاع"!، وهو حق أريد به باطل لأن تعيين مبعوث جديد في ظل عرقلة مسار التسوية من طرف نظام الجزائر لن يجدي نفعا، حيث إن الجنرالات لا يريدون حلا للنزاع ويماطلون ويضعون كل العراقيل لاستدامته لأن مصلحتهم تقتضي ذلك، كما أن الحديث عن "طرفي النزاع" تضليل للرأي العام الدولي لأنه يسقط الطرف الرئيسي في النزال ألا وهو النظام الجزائري الذي يأوي فوق ترابه مرتزقة البوليساريو ويدعمهم بالمال والسلاح ويسخر ديبلوماسيته للدفاع عن اطروحاتهم المشروخة التي أكل عليها الدهر وشرب ولم يعد احدا مقتنعا بها، حتى تلك الانظمة التي كانت إلى وقت قريب تسايرهم وتطبل لشعارات فارغة ك "تقرير المصير" و"الشعب الصحراوي"... وفي هذا الإطار، يقول منار السليمي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي إن عبد المجيد تبون حاول من خلال كلمته أن يضع الجزائر خارج النزاع رغم أنها الطرف المباشر فيه، مضيفا بأن تبون حاول مرة ثانية الهجوم على السيادة المغربية. وبخصوص ادعاء تبون باحترام بلاده "لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وسيادتها"، اعتبر السليمي في تصريح صحفي أن هذه التصريحات تكشف عن عقدة جزائرية مستمرة ليدركها كل من لايزال يؤمن بمقولة "الأشقاء" التي يرددها تبون. وأشار السليمي إلى أن ما صرح به الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون حول قضية الصحراء المغربية، هو بمثابة هجوم وحرب كلامية على المغرب من منبر الأممالمتحدة. إن كلام تبون ليس بغريب على كل متتبع للشأن المغاربي، إذ أن نظام العسكر، منذ سرقة استقلال الجزائر عبر الانقلاب الذي نفذه محمد بوخروبة(الهواري بومدين) سنة 1962 بتواطؤ مع احمد بنبلة، دأب على خلق المشاكل لجيرانه وخاصة المغرب، الذي شكل ولايزال عقدة كبيرة بالنسبة لجنرالات الجزائر، وهي العقدة التي لا تزال توجه سلوك وممارسات المتحكمين في القرار بالجزائر، وها هو تبون، "الناطق المدني" باسم العسكر، يردد نفس الاسطوانة المشروخة التي تريد ان تقنع العالم بان نظام العسكر الجزائري ليست له مشاكل مع "الأشقاء" المغاربة في وقت يبذل قصارى جهده ويوظف كل امكانياته المالية واللوجيستيكية والديبلوماسية لاستدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية..