كشفت الجزائر للمرة الألف عن تورطها في النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، وأن ما يدعيه نظام العسكر والمخابرات بالجارة الشرقية من حياد ونفي ضلوعه في دعم الانفصاليين وتأبيد الوضع بالمنطقة، لا يعدو ان يكون ذرا للرماد في عيون المنتظم الدولي الذي أضحى يعلم علم اليقين ان كل ذلك مجرد مسرحيات وتمثيل لا علاقة له بما يجري على ارض الواقع.. وتأتي تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، خلال اللقاء الذي جمعه أول أمس الخميس مع هورست كوهلر ببرلين، لتؤكد أن الجزائر طرف حقيقي في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من خلال محاولات تعطيل أي حل سياسي وعرقلة كل الجهود التي تقوم بها الاممالمتحدة في هذا الإطار. وأصر مساهل، خلال لقائه مع كوهلر، على ترديد الاسطوانة المشروخة التي ألف إسماعها لكل من يهمه الأمر، وذلك من خلال الإدعاء بأن "قضية الصحراء، كأرض مسجلة منذ 1963 في إطار الأراضي غير المستقلة، وأنها قضية تصفية استعمار، ويجب العودة إلى الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، الناطق الرسمي باسم النظام الجزائري. القول بان الصحراء أرض مسجلة منذ 1963 في إطار الأراضي غير المستقلة، هو اعتراف بمغربية الصحراء وليس العكس كما يظن مساهل، لأن البوليساريو، التي خلقتها الجزائر وليبيا، لم يكن لها وجود آنذاك عندما كانت الصحراء المغربية لا تزال تحت نير الاستعمار الاسباني وكان المغرب يطالب باسترجاعها كما استرجع منطقة الشمال في 1956، وطنجة في أبريل 1956، وطانطان وطرفاية في 1958، وكما فعل مع سيدي إفني في 1969، وباقي الاقاليم الصحراوية في 1975. تصريحات مساهل تسير ضد الدينامية الجديدة التي اطلقها المبعوث الأممي الجديد، كما أنها تعاكس القرار 2351 الصادر عن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والذي يعتبر الجزائر طرفا في النزاع، رغم تهربها من الأمر. وتحاول الجزائر، منذ أربعة عقود، تعطيل تنمية المنطقة عبر عرقلتها للجهود الأممية لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، منذ أن نقض العهد الرئيس الأسبق محمد بوخروبة الملقب بالهواري بومدين، من خلال دعم وإيواء المرتزقة بالجنوب الشرقي للجزائر، وهي منطقة محسوبة على المغرب قبل ان يقرر الاستعمار الفرنسي إلحاقها بالجزائر كما هو الشأن لمدينة بشار وبعض المناطق الحدودية الشرقية، ضدا على التاريخ وإرادة السكان الذين صوتوا في استفتاء بداية الستينات وعبروا عن مغربيتهم.. إن تصريحات مساهل تعبر عن موقف المسؤولين الجزائريين النافذين في دواليب الحكم، والذين لا يرغبون في إيجاد أي حل لهذا النزاع المفتعل لأن ذلك ليس في مصلحتهم، خاصة ان البلاد تعصف بها الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جعلت الشعب الجزائري يعيش أوضاعا عسيرة بسبب هذه الأزمة فضلا عن ما يكلف الإسراف والدعم الموجه لمرتزقة البوليساريو.