التقى هورست كوهلر، المبعوث الأممي إلى الصحراء، مساء الخميس في العاصمة الألمانية برلين، عبد القادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري، في إطار المجهودات التي تقوم بها الأممالمتحدة مع مختلف أطراف النزاع للدفع بعجلة المفاوضات غير مباشرة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. وكشفت مصادر جزائرية أن المبعوث الأممي عرض نتائج المشاورات التي أجراها مع مختلف المسؤولين السامين؛ من بينهم الرئيس الرواندي بول كاغامي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ومسؤولي مفوضية الاتحاد الإفريقي وكذا مع الاتحاد الأوروبي. وتطرق الاجتماع، حسب المصادر ذاتها، إلى "مساهمة الاتحاد الإفريقي في تسوية نزاع الصحراء، لا سيما على ضوء الدعوة التي أطلقها الاتحاد الإفريقي في القمة الأخيرة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو". وجددت الجزائر موقفها العدائي من قضية الصحراء المغربية، حيث أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن "قضية الصحراء تدخل ضمن تصفية الاستعمار، ويجب أن يرتكز حلها على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت في تقرير المصير طبقا لمقاربة وممارسات الأممالمتحدة في هذا المجال". وبلقاء الوفد الجزائري، يكون المبعوث الأممي قد التقى جميع أطراف النزاع، بعد لقائه بزعيم جبهة البوليساريو ووفد عن الجمهورية الموريتانية، باستثناء المملكة المغربية التي لم ترد إلى حد الساعة على الدعوة التي تلقاها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في وقت سابق. وجوابا عن سؤال لجريدة هسبريس إن كان المغرب يرفض "لقاءات برلين" وفق الشروط التي وضعها المبعوث الأممي، قال مصدر دبلوماسي قريب من ملف الصحراء إن "المملكة توجد في موقف قوة، وهي من تحدد تاريخ ومكان انعقاد اللقاءات الثنائية مع كوهلر". وكشف المسؤول الدبلوماسي، في تصريح لهسبريس، أن "الرباط ما زالت تدرس دعوة المبعوث الأممي في إطار تعاونها الدائم والمستمر مع منظمة الأممالمتحدة. وستحدد موعد اللقاء الثنائي في إطار الثوابت والمواقف المبدئية المعروفة، سواء تعلق الأمر بأطراف النزاع أو الحل". وكانت الحكومة المغربية جددت نفيها وجود أي إعداد لمفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو الانفصالية؛ وذلك في أول رد رسمي على الدعوة التي وجهتها الجبهة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الرباط بشأن قضية الصحراء المغربية. رد المغرب جاء بعدما أعلن محمد سالم ولد السالك، من يسمى وزير الخارجية عن الجمهورية الوهمية، خلال مؤتمر صحافي عقده بالجزائر، أن "البوليساريو مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية لصنع السلام". وفي هذا الصدد، قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة: "ليست هناك مفاوضات مباشرة، وليس هناك شيء مبرمج"، واصفا الجهات التي تروج لذلك بأنها "تسعى إلى أن تغطي على انتكاسات".