كشفت مصادر مطلعة توصل وزير الخارجية ناصر بوريطة بدعوة من الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر للاجتماع نهاية الشهر في برلين، وحسب نفس المصدر فإن المبعوث الأممي الجديد بعث نفس الرسالة إلى كل من ممثل «الانفصاليين» والجزائر وموريتانيا، وأهم تغيير في الدعوات الروتينية التي اعتاد ممثلو الأمين العام للأمم المتحدة إرسالها هي تحديد العاصمة الألمانية برلين كمكان للاجتماع المفترض، لكن، وحسب مصادر الجريدة، فالرسالة لم تحدد زمنا معينا للاجتماع وتركت الأمر للمعنيين به. وحسب مصدر الجريدة، فالأمر لا يبدو قريبا، لأن المغرب غير مستعجل للقاء، خاصة بعد التطورات السلبية في الكركات « والتحركات المزعجة « لبعض المسلحين من الجبهة، وحتى لا يفهم من الجلوس لطاولة برلين على أنه تنازل مغربي. وعن سيناريو الحوار، حسب نفس المصدر، فالأمر سيكون غير مباشر في البداية من أجل استمزاج الآراء حول اللقاء المباشر المعول عليه لحلحلة الوضع ووضع حد لمعاناة آلاف السكان الذين يوجدون في مخيمات فوق التراب الجزائري، في أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، حيث يقترح المغرب نظام حكم ذاتي موسع لقي ترحيبا دوليا واسعا، وحتى أن أغلب الدول الإفريقية تراجعت عن دعم أطروحة الانفصال. وجاء في بيان المتحدث باسم المبعوث الشخصي للأمين العام، أن كوهلر سيعمل على «تنظيم مباحثات ثنائية مع الأطراف والدول المجاورة خلال شهري يناير الجاري وفبراير المقبل»، الجزائر وموريتانيا. كما أشار البيان إلى أن «المشاورات المرتقبة التي لم يحدد أي موعد لها، ستجري في برلين»، وهي سابقة في تاريخ المفاوضات، حيث اعتادت الأطراف المعنية بالنزاع الالتقاء ب»مانهاست» ضواحي مدينة نيويوركالأمريكية، وسبق لكوهلر أن استقبل قبل أسبوعين بمقر الاتحاد الإفريقي، من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه محمد بأديس أبابا، ورئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي إسماعيل شرقي، ورئيس جمهورية رواندا، بول كاغامي، باعتبار بلاده تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي. وكان كوهلر قد التقى، في غشت الماضي، مسؤولين من المغرب و»جبهة بوليساريو» إضافة إلى ممثلين عن البلدين الجارين الجزائر وموريتانيا، ووصف الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس زيارة كوهلر إلى المنطقة «بالمهمة» بالنظر إلى أنها ستبعث مسلسل المفاوضات. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا في مقابلة مع صحيفة «الخبر» الجزائرية، المغرب والجزائر إلى فتح «حوار» من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء، مشيرا إلى أن نزاع الصحراء سبب انسدادا اقتصاديا كبيرا في المنطقة، وعبر ماكرون عن دعمه لفتح «حوار» بين المغرب والجزائر بغية التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا». وتابع مخاطبا الصحافي الجزائري «على بلديكم معا، وبدعم من المجتمع الدولي، أن يعملا على حل هذه الأزمة، التي يعد حلها تحديا كبيرا من أجل اندماج المغرب العربي، فهي سبب انسداد اقتصادي كبير في المنطقة. أتمنى أن يتمكن المغرب والجزائر من تخطي خلافاتهما من أجل بناء صرح مغاربي قوي، موحد ومزدهر».