يبدو أن استراتيجية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، في التعاطي مع ملف نزاع الصحراء، تختلف عن سلفه كريستوفر روس. فالرئيس الألماني السابق، وقبل أن ينقل المفاوضات في سابقة هي الأولى من نوعها من نيويوك إلى برلين، قام بجولة إلى المنطقة، تم أتبعها بزيارة أخرى، قادته إلى مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا للقاء المسؤولين هناك، وذلك من أجل الانفتاح على جميع وجهات النظر في موضوع النزاع. وفي أول خطوة عملية للبحث عن حل سياسي، قام هورست كوهلر، بتوجيه دعوته إلى وزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا، وكذا المسؤول عن جبهة البوليساريو للاجتماع في العاصمة الألمانية برلين، بهدف إطلاق مباحثات تجمع هذه الأطراف، حسب ما ذكره المتحدث باسم الأممالمتحدة، أول أمس الثلاثاء. وجاء في بيان المتحدث باسم المبعوث الشخص للأمين العام، أن كوهلر سيعمل على «تنظيم مباحثات ثنائية مع الأطراف والدول المجاورة خلال شهري يناير الجاري وفبراير المقبل»، وزاد موضحا بأن دعوات بعثت إلى وزراء خارجية كل من المغرب، والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي ووزيري خارجية الجزائر وموريتانيا. كما أشار البيان إلى أن «المشاورات المرتقبة التي لم يحدد أي موعد لها، ستجري في برلين»، وهي سابقة في تاريخ المفاوضات حيث اعتادت الأطراف المعنية بالنزاع الالتقاء ب«مانهاست» ضواحي مدينة نيويوركالأمريكية، وفي هذا الصدد، قلل الخبير في الشؤون الإفريقية الموساوي العجلاوي من عملية نقل المفاوضات إلى برلين، فبالنسبة للعجلاوي «يجب أن لا تعطى أهمية كبيرة للمكان»، وأرجع ذلك إلى كون المبعوث الأممي الجديد «يبحث ربما عن إطار للمفاوضات بعيد عن إطار المفاوضات السابق»، وأضاف العجلاوي أن اختيار كوهلر لعاصمة بلده «قد يكون دافعه أن البحث عن جو مغاير يساعده في التوصل على حل سياسي». ومن جهة أخرى، أوضح الموساوي العجلاوي أن «كوهلر يوجد الآن تحت ضغط الوقت»، فالمبعوث الأممي، وهو يتملس الخطوات الأولى لكيفية تدبير الملف «مطلوب أن يقدم تقريرا إلى الأمين العام الذي يقدمه بدوره أمام مجلس الأمن في أبريل المقبل»، على حد الخبير في الشؤون الإفريقية، الذي لا يعول على نتائج كبيرة من اللقاءات الأولى للموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة. وقال العجلاوي: «لا ننتظر الشيء الكثير من هذا اللقاء المرتقب»، مادامت، يضيف العجلاوي الدول الحاضنة، في إشارة إلى الجزائر، «تواصل استفزازاتها من خلال مسؤوليها»، وأعطى الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات الافريقية بقمة خسمة +خمسة الأخيرة، وكيف حاولت الجزائر استغلال هذا الاجتماع «لإظهار لمغرب بأنه عنصر مشكل في المنطقة أكثر ما هو في مساهم»، إضافة إلى «مشاكل الجزائر الداخلية التي تريد أن تصرفها عبر المغرب والوضع بالمخيمات وبالمنطقة برمتها»، فهذه الأمور مجتمعة، في نظر العجلاوي «لا تبعث على الاطمئنان لإيجاد حل لمشكلة الصحراء على الأقل في الأفق الحالي أو المتوسط». وسبق لكوهلر أن استقبل قبل أسبوعين بمقر الاتحاد الافريقي، من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه محمد بأديس أبابا، ورئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي السيد إسماعيل شرقي، ورئيس جمهورية رواندا بول كاغامي باعبار بلاده تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي. وكان كوهلر قد التقى، في غشت الماضي، مسؤولين من المغرب وجيهة بوليساريو اضافة الى ممثلين عن البلدين الجارين الجزائر وموريتانيا، واعتبر الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس زيارة كوهلر إلى المنطقة بالمهمة بالنظر إلى أنها ستبعث مسلسل المفاوضات.