ادعاءات نظام العسكر ومعه أبواقه الدعائية لا تنتهي، و"عبقرية" الجنرالات في اختلاق الأخبار الكاذبة وترويج ليس لها حدود. ما يهم نظام كابرانات فرنسا هو مجاراة المغرب والتشويش على ما يحققه من إنجازات في جميع المجالات. آخر ما جادت به عبقرية النظام في "كوريا الشرقية" الإدعاء بان هذه الأخير ستشرع في إنتاج لقاح "سبوتنيك" الروسي وسينوفاك الصيني محليا ابتداء من شهر سبتمبر القادم! هذه اللازمة مللنا من سماعها منذ أن أعلن المغرب عن رغبته في تصنيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، عقب تصريح وزير الصحة خالد أيت الطالب، في نونبر 2020 خلال توقيع اتفاقيات مع الصين، أنه من المحتمل أن يتمكن المغرب من إنتاج اللقاح قريبا جدا، في إطار تبادل الخبرة بين الرباط وبكين. وظل نظام العسكر يكرر هذه الإدعاءات في مزايدات سياسوية مع المغرب، دون أن يستطيع إنزال ذلك على أرض الواقع، خاصة بعد أن أعلن الرئيس المعيّن عبد المجيد تبون، في فبراير 2021، عن اتفاق بلاده مع روسيا لصناعة اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" المستجد في الجزائر! وحسب ما نقلته آنذاك قناة "النهار" المقربة من المخابرات الجزائرية، فإن "الشروع في صناعة اللقاح سيتم بعد 6 أو 7 أشهر من السنة الجارية"! واليوم ها قد مرت خمسة أشهر على وعد تبون العسكر، دون ان يرى المشروع/الوهم النور، وهو ما يكشف ان كل الإشاعات وكل التصريحات الكاذبة التي تصدر عن المسؤولين في الجزائر، الغرض منها هو التشويش على التجربة المغربية في هذا المجال، وتوهيم الرأي العام الجزائري بصحة شعارات "أكبر قوة إقليمية" و" أفضل نظام صحي في افريقيا" وهلمّ شعارات زائفة لا أساس لها من الصحة. عبقرية الجنرالات وأبواقهم الدعائية اهتدت هذه المرة إلى حيلة جهنمية لإعادة بعث الروح في ادعاءاتها وأكاذيبها بخصوص "تصنيع" لقاح كورونا، خاصة بعد أن حقق المغرب تقدما كبيرا في هذا المجال، ودخوله بقوة على خط صناعة لقاح فيروس كورونا، بما يجعله منصة رائدة في هذا المجال على مستوى إفريقيا والعالم. وهو ما تأكد خلال إشراف جلالة الملك على توقيع ثلاث اتفاقيات مع الصين لإنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح "كوفيد-19" شهريا باستثمارات حجمها 500 مليون دولار لتعزيز الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمملكة... وفي هذا الإطار، نشرت جريدة الشروق الجزائرية، خبرا قالت فيه إن وزير الصناعات الصيدلانية لطفي بن باحمد، أكد "أن الجزائر ستشرع في إنتاج لقاح "سبوتنيك" الروسي وسينوفاك الصيني محليا ابتداء من شهر سبتمبر القادم"!، وأضافت ان بن باحمد قال، خلال نزوله ضيفا على برنامج ضيف التحرير للقناة الإذاعية الثالثة، "إن الجوانب التقنية قد تم تحضيرها إلى جانب توقيع عقود الانتاج مع الجانبين الروسي والصيني. وسيكون انتاج اللقاحين بمخابر صيدال بولاية قسنطينة بمعدل مليوني جرعة شهريا."! إلا أن المتمعن في تفاصيل ما نشرته الشروق الجزائرية، سيكتشف أن الغرض منه هو الردّ والتشويش على مشروع المغرب بخصوص تصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى، حيث أن ما جاء من مضامين في هذا الخبر ليس بجديد بل يتعلق الأمر بتصريحات سابقة لذات الوزير تعود إلى شهر فبراير، عندما نزل ضيفا على نفس البرنامج بالقناة ذاتها! مدبجو التقرير الإخباري المزور، الذي نشرته الشروق الجزائرية، لم يفلحوا في حبك الكذبة لأنهم في خضم حماستهم لإظهار قوة نظام العسكر ومدى قدرته على مضاهاة المغرب في تصنيع اللقاح، كشفوا دون وعي ان تصريحات الوزير التي عنونوا بها اليوم مقالهم، هي نفس التصريحات الحرفية التي أدلى بها سعادته يوم 7 فبراير 2020، وهذا نصها كما نشرته "الشروق"، بوق المخابرات الجزائرية :"ويوم 7 فيفري، أكد الوزير خلال نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للإذاعة الثالثة، إن الجزائر رفعت التحدي في توفير الكمامات وتحاليل الكشف عن فيروس كورونا، واليوم هي ترفع تحدي آخر وهو إنتاج اللقاح. كما أوضح الوزير، أن روسيا حددت الجزائر كدولة قادرة على انتاج لقاحها سبوتنيك5 المضاد لكورونا . وأشار المتحدث ذاته إلى أن صيدال و 4 شركات خاصة في إنتاج الأدوية تملك الخبرة لتصنيع اللقاح المضاد لكورونا وهذا سيكون بالتنسيق مع الجانب الروسي. كما شدّد ضيف الثالثة، على ضرورة تنظيم القطاع الصيدلاني للوصول إلى التصدير، مؤكدا أن هدف القطاع هو ضمان المواد الصيدلانية والأدوية التي تعد أولوية قصوى ثم التوجه نحو التصدير. وكان وزير الصناعة الصيدلانية لطفي بن باحمد، قد كشف، عن تحقيق تقدم في ملف إنتاج لقاح سبوتنيك V، وأن انتاجه سيكون خلال شهرين في حال توفرت المادة الأولية. وتم تكليف المخبر الجزائري للإنتاج الصيدلاني، فراتر رازس، بإنتاج لقاح سبوتنيك 5 محليا، وأوضح هذا الأخير أنه سيكون جاهزا في ظرف يتراوح بين شهرين و7 أشهر"! هذا ما قاله وزير الصحة الجزائري في فبراير الماضي، وهو نفس الكلام الذي أعادت نشره جريدة الشروق، اليوم 13 يونيو الجاري، كما لو انه تصريح جديد للوزير، وظلت مضامينه مجرد هراء ولم تعرف سبيلا للتطبيق منذ الإعلان عنها سواء من طرف تبون العسكر أو وزير صحة الجنرالات "لطفي بن باحمد"(الذي بالمناسبة لم تطله يد الإعفاءات وظل في منصبه في الحكومة الجديدة رغم فشله الدريع في مواجهة كورونا وتوفير اللقاحات الضرورية لتحقيق مناعة جماعية للجزائريين ضد الفيروس). هذا الخبر يكشف مدى خطورة المرض النفسي المزمن الذي يستبد بنفوس الجنرالات، وهو ما يعرف ب"المغربوفوبيا" كما شخصه المحللون والاختصاصيون، كما انه ينم عن مدى غباء أبواقهم، كما هو الشأن بالنسبة للشروق التي فشلت في تمرير خبر كاذب بالاعتماد على تصريحات قديمة، ولم تستطع حبك المقال بشكل جيد يمكن ان يقنع القارئ او المتلقي بانه صحيح ويحتوي على معلومات آنية ومفيدة تظهر جدية المشروع نظام العسكر الجزائري، الذي يرغب في ان يكون قوة إقليمية رغم انف "عقولهم الصغيرة" وقصر نظرهم، وهي مواصفات لا يمكن الاعتماد عليها لتقليد المغرب وأحرى منافسته في العديد من المجالات.. ورغم ذلك سنعيد الحساب من جديد وسننتظر "بين شهرين إلى 7 أشهر"، لنرى هل سيحقق كابرانات فرنسا ما وعدت به "الشروق" على لسان سعادة الوزير، أم أن "الشروخ" أو بوقا آخر ستلجأ إلى حيلة أخرى للتمويه والكذب على الرأي العام... جنرالات الجزائر ينصرف عليهم المثل الشعبي ّفي المشمش"، الذي يردده إخواننا في مصر، والذي يطلقونه بغرض التعبير عن المواعيد الفضفاضة المتكررة لغرض التمويه او المماطلة التي يقوم بها البعض سواء كانوا أفرادا او جماعات أو مؤسسات أو أنظمة، وفي حالة الجزائر فإن كابرانات فرنسا يتجاوزون ذلك إلى إطلاق أكاذيب كبيرة وادعاءات لا أساس لها من الصحة، وذلك لتنويم الشعب المغلوب على أمره ومحاولة إقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بان الجزائر قوة إقليمية يجب ان يقام لها ألف حساب(الجنرالات سيقام لهم بالفعل ألف حساب في الآخرة إن شاء الله!)...