بعد الترويج لكذبة بدء تصنيع لقاء كورونا وتصديره في الأسابيع القليلة المقبلة، عاد نظام العسكر الجزائري ل"يصوب الطلقة" من خلال تأكيد المدير العام للهيئة الجزائرية للاعتماد نور الدين بوديسة، بأن بلاده تواجه تحديات تصنيع اللقاح الروسي المضاد لكورونا "سبوتنيك V "وفي مقدمتها انعدام مختبر متخصص من المقياس الرابع. وقال بوديسة إن التأكد من جودة أي منتج يستلزم توفر مخابر تتضمن شروطا منصوصا عليها حسب المعاير العالمية المعترف بها دوليا"، مشيرا إلى "أننا نحاول في الجزائر ومنذ سنوات وضع مختبرات بهذه المقاييس، فلا بد من تدارك النقص الكبير الذي نسجله في هذا الشأن بوضع إستراتجية خاصة في القطاع سواء كان عاما أو خاصا، وكذا البحث العلمي، حتى نتمكن من تحقيق الفعالية المطلوبة".
وبهذا التصريح يكون نظام العسكر الجزائري قد تراجع عن ادعاءاته التي حاول من خلالها تغليط الرأي العام الجزائري والدولي، من خلال قول كمال منصوري، مدير الوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية في الجزائر، بأن "الجزائر بعد تلبية الحاجات المحلية لمواجهة الوباء، ستشرع في إنتاج اللقاح الروسي "سبوتنيك" V في غضون أسابيع قليلة" لتصديره إلى الدول الإفريقية. !
الادعاءات بقرب تصنيع وتصدير لقاح سبوتنيك-V، والتي صدرت عن مسؤولين جزائريين، ليست سوى فقاعات إعلامية يروم من خلالها نظام العسكر التغطية على فشله على كل الأصعدة، وكذا تهدئة المواطنين وامتصاص غضبهم خاصة بعد ظهور بوادر لاستئناف الحراك الشعبي الذي يطالب برحيل الجنرالات ونظامهم العسكري الذي كان وبالا على البلاد وأوصلها إلى الباب المسدود.
كما أن هذه الإدعاءات، ومعها كل المسرحيات التي يعدها ويخرجها الجنرالات لتتكلف أبواقه الإعلامية ببثها، لا تعدو أن تكون محاولات فاشلة لمجاراة المغرب فيما يقوم به من مشاريع، وما يحققه من انجازات على جميع المستويات، أبهرت العالم واضحي الشعب الجزائري ينظر إليها نظرة إعجاب مقابل نقمته على نظام العسكر الذي سرق استقلال بلاده منذ انقلاب محمد بوخروبة (الهواري بومدين) في ستينيات القرن المنصرم.
ومن التناقضات التي تكشف زيف تصريحات المسؤولين الجزائريين في مجال تصنيع وتصدير لقاح كورونا، قول وزير الصناعات الصيدلانية الجزائرية، لطفي بن باحمد، إن إنتاج لقاح "سبوتنيك V" بالجزائر سيكون "خلال شهرين في حال توفرت المادة الأولية".
مؤكدا أن الملف التقني للقاح قد سجل لدى الوكالة الوطنية للأدوية" مضيفا أن "روسيا أبدت استعدادها لمرافقة الجزائر في مجال تصنيع لقاح "سبوتنيك V" وبكميات معتبرة وأن الجزائر لديها كل الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية لإنتاج اللقاح من خلال عدة شركات"، وهو ما يتناقض مع قول مسؤول آخر، ويتعلق الأمر بالمدير العام للهيئة الجزائرية للاعتماد نور الدين بوديسة، الذي كشف بان بلاده لا تتوفر على هذه الإمكانيات عكس ما يدّعي سعادة الوزير لطفي بن باحمد.
وبخصوص الإمكانيات والقدرات التي يتحدث عنها المسؤولون الجزائريون، تكفي الإشارة إلى أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية غير قادرة على توصيل ولو تلك الكميات القليلة من اللقاحات، التي تكلفت شركات طيران دولية لتوريدها وإيصالها إلى الجزائر كما لو أنها أمتعة للمسافرين.
والسبب في ذلك، هو أن طائرات الشركة الجوية الجزائرية لا تستجيب للمعايير الدولية لنقل مثل هذه اللقاحات التي تتطلب توفير شروط خاصة سواء في التبريد أو التعبئة، وهو ما يفند ادعاءات النظام العسكري الذي أصيب بهستيريا، وعُصاب مرضي، بعد تلقي المغرب لكميات كبيرة من لقاحات أسترازينيكا وسينوفارم، وانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح التي غطت كافة تراب المملكة.