الجلبة التي أصابت جنرالات الجزائر، بعد وصول لقاحات كورونا إلى المغرب، ازدادت قوتها مع إعلان إطلاق جلالة الملك محمد السادس لحملة التطعيم الوطنية ضد الفيروس التاجي، حيث ذهب الأمر بعبد المجيد تبون إلى إعطاء أوامره(وهي أوامر أعطيت له من طرف من نصّبوه رئيسا على الجزائر) لحكومة عبد العزيز جرّاد للإسراع بتوريد لقاح سبوتنيك من "الرفاق" الروس. هذا العُصاب الذي أصاب الجوقة العسكرية، المتحكمة في زمام الأمور بالجارة الشرقية، تكشف حجم الحقد الدفين الذي يكنه الجنرالات للمغرب ومدى مركزية العقيدة العدوانية تجاه المملكة، والتي بنت عليها المؤسسة العسكرية كل استراتيجياتها سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الدبلوماسي وحتى الثقافي( من خلال محاولات السطو المتكررة على مظاهر ثقافية مغربية أو مغاربية ونسبتها للجزائر كما وقع لألوان في مجال الطبخ والموسيقى والزي...).
في خضم هذا التنافس غير الشريف مع المغرب، لأنه في آخر المطاف لا يعدو أن يكون مجرد حسد وبغض كريه، لجأت الجوقة العسكرية في الجزائر إلى استجداء عطف روسيا لإمدادها ببعض الصناديق التي تضم شحنات من سبوتنيك- V، والتي لا تتجاوز 70 ألف جرعة، حسب بعض المصادر المتتبعة للشأن الجزائري.
ويرى المتتبعون للشأن الجزائري، أن ما وقع أمس بمطار بوفارك العسكري، لا يعدو أن يكون مسرحية لجأ إليها الجنرالات بعد ان تجاوز الغضب الشعبي مداه، خاصة بعد النجاح الذي حققه المغرب الذي أصبح أول بلد إفريقي يطلق أضخم حملة تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد منذ مساء الخميس 28 يناير 2021، حيث تلقى جلالة الملك محمد السادس أول جرعة من لقاح سينوفارم الصيني.
الجرعات القليلة التي أهدتها روسيا لجنرالات الجزائر، لا تكفي حتى لتلقيح الأطقم الطبية العاملة في الصفوف الأمامية في المعركة ضد كوفيد-19، فما بالك بساكنة يفوق عددها اربعين مليون نسمة..
كما أن عدد الجرعات، التي قدرها المتتبعون للشأن الجزائري في حوالي 70 مليون جرعة، بعيدة كل البعد عن الرقم الذي سبق ان أعلنته الدوائر الرسمية الجزائرية والذي يقدر ب 500 الف جرعة من سبوتنيك V، كما ان هذه الشحنة إذا ما أدخلنا في الحسبان وعد الجنرالات باقتسام اللقاح مع الجارة تونس فإن ما سيتبقى للجزائر لن يتجاوز 50 الف جرعة، وهي لا تكفي حتى لتطعيم الممرضين والأطباء وباقي الأطقم الصحية بولاية الجزائر..
ويذهب متتبعون للشأن الجزائري إلى القول بان هذه الجرعات مخصصة فقط للجنرالات وأفراد عائلاتهم ومحيطهم الذي يستفيد من الأوضاع في البلاد، منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه محمد بوخروبة (الهواري بومدين) بداية ستينيات القرن المنصرم ضد الحكومة المدنية بقيادة المجاهد بنيوسف بنخدة..
والمثير للاستغراب في هذه الطلبية التي تلقاها نظام العسكر الجزائري، هو الاستنفار الذي واكب استلامها بمطار بوفارك العسكري، حيث رحل كل أعضاء الحكومة والمسؤولين العسكريين وكبار الشخصيات السامية في الدولة الجزائرية لاستقبال علب اللقاحات، في منظر يثير الضحك والسخرية ويكشف ان الأمر يتعلق بمسرحية أخرى من المسرحيات المكشوفة التي يتقن نظام العسكر حبكها وإخراجها كلما دعت الضرورة إلى ذلك.