مرة أخرى تكشف المصالح الأمنية المغربية عن حنكتها ومهنيتها في مجال محاربة الارهاب والتطرف، حيث أضحت مثار اهتمام المنتظم الدولي بسبب مساعداتها وتعاونها في الوقوف سدا منيعا أمام الاعمال الاجرامية التي تقترفها الجماعات المتطرفة في سائر أنحاء العالم.. وفي هذا الإطار، قدمت المصالح الأمنية المغربية لنظيرتها السيريلانكية والهندية معطيات هامة مكنت من الكشف عن هوية منفذي التفجيرات الإرهابية التي هزت سيريلانكا يوم الأحد 21 أبريل،، والتي أدت إلى مقتل 359 شخصا.. وحسب موقع الصحيفة الهندية الذائعة الصيت " Outlookindia.com"، فإن أخبار حصرية صدرت عن أجهزة الاستخبارات السيريلانكية والهندية تبرز الدور المحوري للاستخبارات المغربية في محاربة الإرهاب. وكشف الصحيفة أن المغرب "قدم لكولومبو ونيوديلهي، 48 ساعة بعد التفجيرات الإرهابية الرهيبة التي استهدفت سيريلانكا، معلومات حساسة مكنت من تحديد هوية منفذي هذه المجزرة الرهيبة". يشار إلى أن ما لا يقل عن 359 شخصا، من بينهم عشرات الأطفال، لقوا مصرعهم في هذه التفجيرات البشعة، التي استهدفت خلال قداس عيد الفصح، يوم الأحد 21 أبريل، أربعة فنادق وثلاث كنائس واقعة في مناطق مختلفة من الجزيرة. من جانبها، أوضحت وكالة الأنباء الهندية "ians" أن المغرب قدم مجموعة من المعلومات الاستخباراتية المهمة إلى دولة سريلانكا، ما مكن من التعرف على منفذي التفجيرات التسعة المرتبطين بتنظيم داعش الارهابي. وتبرز السرعة التي تم بها التعرف على هوية مرتكبي هذه الهجمات الدموية، وعددهم تسعة، فعالية الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية، التي سارعت إلى توفير المعلومات اللازمة لتحديد هوية الانتحاريين، بمن فيهم شقيقان سيريلانكيان، لعبا دورا رئيسيا في الهجمات التي ارتكبت في الجزيرة. وأشارت الصحيفة الهندية إلى أن "المغرب، البلد المتواجد بشمال أفريقيا والذي يدافع عن إسلام معتدل، يحقق نجاحات باهرة في مجال محاربة الإرهاب ونزع التطرف في العالم الإسلامي"، مؤكدة أن المصالح الأمنية المغربية تبادلت المعلومات مع نظيرتها الهندية بعد هذه التفجيرات التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت ذات الصحيفة أن "الهند والمغرب وقعا على اتفاق متعدد الأبعاد حول التعاون في مجال محاربة الإرهاب". وأضافت أن جهود جهود المصالح الأمنية المغربية خارج حدود البلاد مكنت العديد من "الدول الصديقة" من تفادي "حمامات دم"، وذكرت على سبيل المثال دول كإسبانيا وفرنسا وبلجيكا. وشددت على أن "العلاقات بين المغرب والهند في تنامي مستمر، إذ تمت 10 زيارات وزارية بين البلدين خلال السنة الماضية". وأكدت الصحيفة الهندية أن مصالح الأمن بالمملكة المغربية "تمكنت من تفكيك 183 خلية إرهابية التي كانت في مراحل مختلفة من التخطيط وإحباط 361 مشروع إرهابي مدمر". كما قامت المملكة، حسب ذات الصحيفة، بموازاة المقاربة الأمنية، بعمل جيد يستهدف الوقاية سواء على المستوى القانوني (من خلال تشديد الترسانة القانونية لمواجهة الإرهاب) أو على المستوى الديني (من خلال محاربة الأفكار المتطرفة) أو على المستوى الاجتماعي والاقتصادي (من خلال محاربة الهشاشة والفقر. وكتبت صحيفة "Outlookindia.com" أن "مبادرات المغرب في مجال نزع التطرف تم الترحيب بها من قبل المجتمع الدولي". ونقلت عن مدير المكتب المركزي للأبحاث المركزية، عبد الحق الخيام، قوله أن "المغرب يطبق استراتيجية متعددة الأبعاد من أجل محاربة الإرهاب والتي ترتكز على ثلاث عناصر: جمع المعطيات الاستخباراتية، الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وإصلاح المدارس الدينية". ويعد معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الذي تم افتتاحه سنة 2005 من قبل جلالة الملك، مثالا رائدا على الاستراتيجية الفعالية التي اتبعتها المملكة في محاربة الإرهاب. كما أن الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسوا في مارس الماضي إلى هذا المعهد يبرز ريادة نموذج التعايش الذي تقدمه المملكة المغربية على نطاق العالم الإسلامي بأسره.