قدم السفير، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، اليوم الخميس، تقريرا أمام مجلس الأمن حول الزيارة الأخيرة التي قام بها من 13 إلى 15 فبراير الجاري إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، بصفته رئيسا لتشكيلة لجنة تعزيز السلام بهذا البلد التابعة للأمم المتحدة. وأكد السفير هلال، أمام أعضاء المجلس، أن زيارته الرابعة لهذا البلد كرئيس لتشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى تختلف عن سابقاتها، حيث أنه كان مرفوقا هذه المرة بوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، بينتو كيتا، والأمين العام المساعد لدعم تعزيز السلام أوسكار فرنانديز-تارانكو، وفرقهما، فضلا عن ممثلي عدد من البلدان الأعضاء في التشكيلة، ويتعلق الأمر بكل من الصين، وجمهورية كوريا وفرنسا وإيطاليا وروسيا. وأبرز الدبلوماسي المغربي أن "هذا الوفد أعطى إشارة قوية إلى جميع محاورينا في بانغي، بشأن الالتزام الموصول للمنتظم الدولي بدعم جمهورية إفريقيا الوسطى". وأشار أيضا إلى أن هذه الزيارة تمت غداة توقيع "الاتفاق السياسي من أجل السلام والمصالحة في جمهورية إفريقيا الوسطى" في 6 فبراير في بانغي، بين حكومة هذا البلد والمجموعات المسلحة ال14. وأكد السفير هلال أن هذا الاتفاق، الذي وصف بأنه تاريخي، يشكل خطوة أولى نحو عودة السلام والاستقرار في البلاد، ويتيح فرصة فريدة لإنهاء هذا النزاع، الذي طال أمده، ويرسي أسس إعادة إعمار حقيقي للبلاد. وأضاف أنه خلال الاستقبال الذي حظي به الوفد من قبل رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، السيد فوستين أركانج تواديرا، أعرب هذا الأخير عن التزامه الشخصي وعن عزمه عدم ادخار أي جهد من أجل التفعيل السريع لبنود الاتفاق. وذكر هلال أن الرئيس تواديرا، وإدراكا منه للصعوبات والانتظارات الكبيرة للساكنة، ناشد المجتمع الدولي من أجل دعم تنفيذ الاتفاق، وأعرب أيضا عن رغبته في قيام مجلس الأمن بمراجعة مهمة بعثة حفظ السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، من أجل ضمان الدعم الملائم من هذه البعثة، لا سيما فيما يتعلق بنشر "الدوريات المشتركة". وبخصوص دعم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، شدد السفير المغربي على أن تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام التابعة للأمم المتحدة ستواصل تعبئة المنتظم الدولي من أجل ضمان إجراء اقتراع حر وشفاف ومندمج، كفيل بإخراج هذا البلد من دوامة عدم الاستقرار والعنف على أساس ديمقراطي، كما كان الحال بالنسبة للانتخابات الأخيرة. وشدد هلال، الذي تقاسم مع أعضاء مجلس الأمن الملاحظات الرئيسية المستخلصة من زيارته إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، على أن هذا البلد بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم مجلس الأمن ومساندته، مبرزا أن المسؤولين الحكوميين وكذا الساكنة ينتظرون إشارة قوية لتنفيذ اتفاق السلام ومواكبته، خاصة وأن الفرصة التي يتيحها الاتفاق قد تتلاشى بسرعة بسبب قرب إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية سنتي 2020 و2021. واعتبر أن بلدان الجوار مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، لمواكبة جمهورية إفريقيا الوسطى ودعمها في تنفيذ اتفاق السلام، مضيفا أنها هذه البلدان شاركت مشاركة بناءة في المفاوضات التي جرت في الخرطوم وهي جزء من الحل لإخراج جمهورية إفريقيا الوسطى من الأزمة. وأكد السفير هلال أن "المينوسكا لا تسعى إلى البقاء في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى أجل غير مسمى، معتبرا أن مساهمة متوازنة في تنفيذ اتفاق السلام ستكون كفيلة بجعلها أقرب إلى إنجاح مهمتها". وبهذه المناسبة، أشاد وزير الشؤون الخارجية في جمهورية إفريقيا الوسطى وكذا جميع أعضاء مجلس الأمن بالتزام المملكة المغربية على رأس التشكيلة. كما أعربوا عن دعمهم لتوصيات السفير هلال بخصوص الوضع السياسي وتنفيذ اتفاق السلام، داعين التشكيلة إلى مواصلة جهودها لدعم ومواكبة مسلسل تعزيز السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى.