محمد بوهلال في الحفل التأبيني للفنان المبدع الحاج عبد الرحيم العثماني نظرا لعطاءاته في فن الموسيقى الأندلسية، ونظرا لما كان يتمتع به من حس مرهف وعزف رائع على آلة العود وحفظه لعدد كبير من ميازين موسيقى الآلة أبى عدد كبير من الشغوفين بهذا الفن التليد الذي يعكس عمق حضارة افلت شمسها في سماء الأندلس الفردوس المفقود إلا أن يقيموا حفلا تأبينيا للراحل ذ عبد الرحيم العثماني احد أعمدة جوق المرحوم الحاج عبد الكريم الرايس ، هذا الحفل الذي أقيم في احد قصور فاس الرائعة التي تتميز بنقوشها الجبصية وزخرفتها الرائعة وفسيفسائها الزاهية الألوان . حضر الحفل التأبيني جمهور غفير من هواة الموسيقى الأندلسية الذين جاؤوا من مختلف المدن المغربية بالإضافة إلى عدد من المع المنشدين والأصوات الرخيمة في طليعتهم الفنان عبد الرحيم الصويري وعندليب فاس ذ بنيس ومحمد الاكرمي رئيس جوق الآلة بطنجة كما حضر الحفل التأبيني ايضا عدد من منشدي فن السماع والمديح ونجوم فن الملحون في طليعتهم الفنان الملحوني محمد النجيوي . وبهذه المناسبة ألقى ذ محمد بريول رئيس جوق المرحوم الحاج عبد الكريم الرايس لطرب الآلة كلمة تحدث فيها عن الروابط المتينة التي تربطه بالفقيد منذ تخرجه من دار اعديل ضمن الأوائل ولازمه في مسار حافل امتد لعقود ،إذ كان من كبار الحفاظ القلائل والذين يصعب تعويضهم ،حيث تميز الراحل بصمته الناطق حكيما مولعا سواء ضمن أفراد الجوق المتميزين أو كأستاذ بالمعهد الموسيقي حيث تخرج على يديه عدد من الطلبة الذين يحملون مشعل الموسيقى الأندلسية صونا لها من الضياع ، وتشاء الصدف أن يزوره ملك الموت وهو ممسك بالة العود ونحن في غمار التدريب بمدينة الصويرة استعدادا للمشاركة في مهرجان أندلسيات ولكم أن تتصورا تلك اللحظة التي عشناها وانخرطنا فيها بكل جوارحنا قبل أن ينقل إلى مدينة مراكش حيث وافاه الأجل المحتوم ،وبين الصويرةومراكش يقول ذ بريول.. كنا مؤازرين من طرف السيد أندري ازولاي مستشار صاحب الجلالة الذي عاش معنا وقاسمنا الألم ولوعة الفراق فأليه أتقدم بالشكر الجزيل إذ تكفل بكل شيء بعناية قل نظيرها وإنسانية لا توصف والشكر موصول أيضا للطاقم الطبي بمستشفى ابن طفيل بمراكش الذي قام بجهد جبار لإنقاذ حياته غير أن أمر الله كان مفعولا . وتعاقب على منصة الخطابة رئيس جمعية البعث للموسيقى الأندلسية سعيد بلحاج كما تليت مجموعة من القصائد الشعرية تتحدث عن حياة وسيرة الراحل عبد الرحيم العثماني ،أما الشاعر الملحوني محمد اليوبي فقد نظم قصيدة مؤثرة مطلعها غاب عنا فنان عتيق الحاج عبد الرحيم العثماني يا الرحيم رحموا انشدها الفنان محمد النجيوي . وباسم عائلة الفقيد ألقى نجله محمد كلمة مؤثرة تحدث فيها عن سلوك الراحل وتضحياته مع افرد الأسرة والعلاقة المتينة التي كانت تربطه مع فناني الآلة الأندلسية وشيوخ فن الملحون ليشكر كل من ساهم في إحياء هذا الحفل التأبيني وفي طليعتهم أندري ازولاي والفنانة فرونسواز اطلان عاشقة فن الطرب الأندلسي وإحدى رسولاته في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية . واختتم الحفل على إيقاع ميزان بسيط الماية في مدح سيد الأولين رسوله المصطفى محمد صلوات الله عليه وسلم من عزف نخبة من أجود العازفين وطنيا تخللته مواويل دينية تعاقب على أدائها كل من الفنانين العذبين بنيس والصويري .