لا ياسي لحسن والينعام ، تازة ليست مدينة صغيرة ولا هي كبيرة أيضا بالمقياس المجالي وهو يفترض كما في الكتابات الجغرافية والمجالية وحتى الإعلامية العديد من المعايير السكانية والاقتصادية والثقافية والحضارية ، ويبدو أن سرعة كتابة مقالك الثاني حول الحراك الشعبي المستمر بتازة لعدد4/5 فبراير2012 من جريدة المساء والمعنون ب ” لهذه الأسباب اشتعلت نيران الاحتجاجات بتازة ” جعلك غير منصف تجاه هذه المدينة الكبيرة برجالاتها ومواقفها ... المجاهدة على مر التاريخ (الذي ربما تجهله أو تتجاهله) وباللغة الإعلامية الموضوعية تازة ليست مدينة صغيرة بل متوسطة عدد سكانها يتجاوز 140 ألف نسمة ( حسب إحصاء 2004) فهي مدينة تساوي حجم مقاطعة حضرية بالدار البيضاء الكبرى وتوازي أو تكبر مدنا متوسطة أخرى بالمملكة كبني ملال والجديدة وسلا والناضور واسفي وخريبكة والعيون والحسيمة ، وكابن لهذه المدينة المناضلة فاني لا أتمنى بعد تكرارك لنعت “المدينة الصغيرة” في مقالك إياه مرتين أن تكون وراءه خلفية ما ، خاصة وأن الجهات المعنية لم تكتف بتهميش وإقصاء المدينة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية بل أصبحت تساهم في ذلك أيضا المنابر الورقية ” الوطنية “التي تضرب صفحا عن أغلب المواد الآتية من المدن المتوسطة والصغيرة بالبلاد ومن المناطق التي تصنف ضمن المغرب “غير النافع” وكأن سكانها مواطنون من الدرجة الثانية وتكتفي هذه المنابر بأخبار ومواد بعض المدن الكبرى أو التي ترى أنها “كتخرجها ” عموما وأعرف تماما أنكم لن تنشروا رسالتي هذه ، ليس لأنكم في العادة لا تنشرون مثل هذه الرسائل على صفحاتكم ، ولكن أيضا لأسباب باتت واضحة ومعروفة عند العام والخاص...أما أنا كإعلامي منتسب ينتمي للمنطقة فيهمني فقط الدفاع عن الموضوعية والحقيقة وهو ما يفترض في الصحافة التي تميز نفسها عن مطبوعات الرصيف...شيء آخر لم يكلف السي لحسن والنيعام عناء تدقيقه خدمة للحقيقة وحدها ، فقد أورد حادثا منفصلا وقع منذ أيام بحي الكعدة كعنصر ساهم في حالة الاحتقان بالمدينة والناجم عن أوضاع لم يخترعها أهل تازة ولا سكان الكوشة أو القدس أو الكعدة وأنا أورد كلامه بالحرف “وبين كل هذه التطورات ينتقد السكان الطريقة التي تم بها التعامل مع حادث دهس مشرد من قبل سيارة يرجح أنها تابعة لإحدى المؤسسات العمومية بالمدينة ” والشيء الذي يجهله أو يتجاهله السيد لحسن هو.... عن أية مؤسسة عمومية يتحدث ؟ إن القارئ المغربي يمكن أن يفهم أن الأمر يتعلق بمستشفى أو إدارة جمارك أو مدرسة عمومية والحال أن مبعوثكم إلى تازة وهو الصحفي المتمكن لم يكلف نفسه عناء البحث عمن دهس المواطن البئيس بحي الكعدة وسرعان ماقامت جهات ما باقبار ملفه لكون الضحية المصاب مجرد مواطن بسيط مشرد لم يجد من يحميه أو يدافع عن حقه باستثناء إشارات في تقرير لجمعية حقوق الإنسان بتازة .... أعرف مرة أخرى أنكم لن تنشروا هذه الحقائق ليعرفها القراء ولو من باب مهني صرف ، لأن عموم الشعب تعرف حاليا لماذا تنشر مواد معينة وتغلق الأبواب على أجناس صحفية ومناطق مغربية ومواد أخرى ...أعتذر عن الإطالة و ربما عن صداع الراس الذي قد أكون سببته لحضراتكم أما مشاكل تازة فلم تهبط فجأة من المريخ وتحية من المغرب العميق . عبد الإله بسكمار / النادي التازي للصحافة / تازة