كلية العلوم والتقنيات بفاس تعلن الاثنين يوم غضب تازة اليوم : حسن عاطش
قام طلبة كلية العلوم والتقنيات FST التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس صباح يوم الاثنين 9 يناير الجاري، مدعومين بالأساتذة والموظفين وعدد كبير من المواطنين، بوقفة تضامنية مع ضحايا حوادث السير أمام باب كليتهم، والتي ذهبت ضحيتها طالبتين خلال شهرين، كانت آخرها الحادثة المروعة التي اهتزت لها ساكنة فاس بعدما دهست ثلاثة سيارات خفيفة الطالبة سلمى عصام وهي تعبر الطريق في اتجاه الكلية على مستوى طريق إيموزار. وقد رفع المحتجون، الذين فاق عددهم 500 متظاهر ومتظاهرة، شعارات تندد بصمت الجهات المسؤولة اتجاه ما يحدث من تجاوزات وفوضى وإفراط في السرعة وعدم احترام علامة السير بمختلف شوارع وأزقة وممرات المدينة، حاملين يافطات وصور للطالبة سلمى عصام آخر الضحايا، يطالبون من خلالها للجهات المسؤولة أيجاد حلول آنية وعملية للمشكل، وإحداث ممر أرضي أو علوي يربط الضفتين دون عبور الطريق تفاديا لحوادث أخرى ولو تطلب إحداثه مساهمات مالية، كما جاء على لسان إحدى المحاميات التي حضرت الوقفة، وصرخت بنبرة يعلوها الغضب وهي تتوسط الطلبة والأساتذة وأصدقاء وعائلة المرحومة، الذين حجوا إلى مكان الحادث، وهي تقول “نحن نسدد الضرائب، والدولة ملزمة أن تحمي مواطنيها، الدولة ملزمة أن تحمي أبنائها” مضيفا، ” حميونا وحميو ولادنا، لا نطالب الكثير، نطالب فقط أن لا نفجع في فلذات أكبادنا، ...”، واختتمت كلمتها بعد قراءة الفاتحة، بتوجيه نداء إلى الطلبة أن يتذكروا سلمى في كل مناسبة وعند كل امتحان وهي تقول “عوضنا في الله وفيكم وفي شواهدكم”، كلمات زادت من حماس المتجمهرين، وهم يرددون “هذا عار هذا عار الطالب في خطر”، “الطالب يريد إيقاف الحوادث”،... وعرفت الوقفة مجموعة من المداخلات، لكل من الأستاذ الدكتور سعيد الحواش والأستاذ الدكتور جمال أسويق، كما قامت إحدى قريبات الضحية بإلقاء كلمة استنكرت فيها ما أسمته استهتار السلطات بحياة الطالب ودعت لتكثيف الضغط لحل المشكل في أقرب الآجال و إنهاء معاناتهم مع حوادث السير التي ترتكب بلا شفقة بسبب السرعة الجنونية لأصحاب المركبات على مستوى الطريق السيار على حد تعبير العشرات من المحتجين.. كما قام المحتجون بقطع الطريق لفترة وذلك احتجاجا على كثرة الحوادث على الطريق المخلفة لعدد من قتلى ومصابين، ورفعوا اللافتات تحمل علامة 40 كلم في الساعة، وتطالب بسرعة تدخل المسؤولين لحل أزمتهم الخطيرة. وحول موضوع الوقفة وأسباب تنظيمها، أفاذ أحد الطلبة للجريدة، “نحاول من خلالها إثارة انتباه المسؤولين، الذين لم يتحركوا إلا خوفا من تداعيات الاحتجاج، ونقول لهم، أن مشكل ليس مرتبطا فقط بسلامة الطلبة، هو أزمة سلامة ساكنة المدينة، تعاني من إشارات ضوئية ليس في موضعها وغياب ممرات خاصة للراجلين في أماكن حساسة”، مما دفع بالإدارة والطلبة إلى مراسلة الجهات المعنية ودق ناقوس الخطر من خلال عريضة احتجاجية مرفوقة بما يقارب ألف وأربع مائة توقيع لمختلف المشاركين. وقد فض الطلبة والمتظاهرون احتجاجهم وفتحوا الطريق في وجه السيارات التي تكدست على طول الشارع، حيث شلت حركة المرور، بعد تقديم وعود على إيجاد حلول مناسبة تمنع وقوع مثل هذه الحوادث في أقرب وقت ممكن.