سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طلبة كلية الطب في مراكش يقاطعون الامتحانات السريرية اليوم ويستنجدون بوالي الجهة طالبوا بحماية الطالب من الاستغلال في أمور السخرة وبالرفع من مستوى تكوينهم
دخل طلبة السنة السابعة والثامنة في كلية الطب والصيدلة في مراكش في خط الحركة الاحتجاجية، التي تعرفها الكلية منذ أسابيع، عندما قرروا مقاطعة الامتحانات السريرية المقررة اليوم الأربعاء، على غرار ما قامت به المستويات الأخرى، والدخول في إضراب عام يشمل جميع المصالح الاستشفائية والدروس النظرية. وقد وجه الطلبة المضربون رسالة استنجاد لمحمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، يطلبون منه فيها التدخل ل«حل هذه المشاكل التي ضقنا ذرعا بها، والتي يعاني منها ثلة من خيرة شباب هذا الوطن والمعول عليهم في الحفاظ على صحة المواطنين، والذين هم إحدى أهم ركائز التنمية في بلدنا الحبيب، تجسيدا للتوجيهات السامية الهادفة إلى إيلاء الشباب مكانة متميزة». وطالب المحتجون، الذين فاق عددهم ال700 طالب، بعد انضمام طلبة باقي المستويات العليا، والي الجهة بضرورة التدخل ل»حماية طالب كلية الطب داخل المصالح الاستشفائية من الاستغلال في أمور السخرة ونقل المرضى والحيف الذي يلاقيه، مما يشكل خطرا ليس فقط على صحته وتكوينه، وإنما يصل إلى حد تهديد حياة المواطنين والمرضى». وبعد أن أكد الطلبة المحتجون، في الرسالة التي حصلت «المساء» على نسخة منها، أن الوضع داخل الكلية قد وصل إلى «الطريق المسدود، في جو مشحون، وغير صحي»، ناشد الطلبة ممثل الملك محمد السادس بضرورة التدخل لتطبيق الظهائر والقوانين المعمول بها في ما يخص التأمين وحوادث الشغل ومجانية التطبيب بالنسبة إلى طلبة كلية الطب، وكذا بضرورة تلقيح الطلبة المتدربين ضد الأمراض الخطيرة، حماية لصحتهم. ولم يفت الطلبة التأكيد على ضرورة تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين طلبة كلية الطب في مراكش وباقي طلبة كليات الطب في المغرب، في ما يتعلق بالامتحانات السريرية وامتحانات السلك الأول الثاني، «على أساس انتمائنا إلى الوطن الواحد وإلى نظام جامعي واحد»، قبل أن يضيفوا أن جودة التكوين، سواء داخل الكلية أو في المستشفى الجامعي، أمر لا مناص منه، مع الإسراع ببناء مدرجين لحل مشكل الاكتظاظ، الذي تتخبط فيه الكلية. وهدد طلبة كلية الطب، الذين دخلوا في إضراب عام منذ أكثر من عشرة أيام، احتجاجا على ضعف الجودة التعليمية في الكلية المذكورة، وعلى تماطل الإدارة وخرقها بنود الاتفاق التي يتوصل إليه عن طريق الحوار، بالخروج إلى الشارع، في حالة تمادي إدارة الكلية في صم آذانها عن المطالب المشروعة للطلبة. وفي البيان الذي أصدره مكتب طلبة كلية الطب في مراكش، أكد الطلبة الغاضبون على ضرورة إعادة الاعتبار للطالب داخل الجامعة وفي المصالح الاستشفائية وحفظ كرامته كطالب وطبيب المستقبل. ووصف البيان الصادر عن مكتب طلبة كلية الطب في مراكش الوضع الذي تعرفه كلية الطب «بالواقع البئيس الذي يهدد ليس فقط تكوينهم كأطباء المستقبل، معول عليهم للحفاظ على صحة المواطنين، بل يهدد صحتهم وأمنهم وسلامتهم ويصل في أحيان كثيرة إلى حد تهديد حياة المواطنين والمرضى، مما يستوجب تدخل المسؤولين والهيآت المدنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه». وفي ظل هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها أطباء الغد في مراكش، وأمام تماطل إدارة الكلية في تعاطيها مع الملف المطلبي، نظم طلبة كلية الطب والصيدلة في مراكش وقفة احتجاجية في بهو الكلية، ردد خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة لسياسة التماطل التي تمارسها إدارة الكلية في تعاطيها مع مطالب مشروعة تدخل في صميم الأهداف التي يرسمها البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم. كما أكد خلالها المحتجون على مواصلة المسيرة النضالية والإضراب المفتوح إلى حين تحقيق الأهداف المرجوة، كما حذر الغاضبون إدارة الكلية والمسؤولين عن القطاع من «تسونامي» طلابي لم يسبق له مثيل. يذكر أن طلبة كلية الطب والصيدلة في مراكش يخوضون إضرابا مفتوحا منذ يوم الاثنين، 31 يناير الماضي، تحت شعار «كرامة، مساواة، جودة التكوين».