ما ذا عن البدايات السيدة أمينة أشهبون : كانت البداية مع المعلوميات سنة 2002 من خلال إنتاج الوثائق التربوية ثم بدأت تدريجيا في إنتاج عروض تقديمية وشرائط فيديو لتنشيط الأندية التربوية بالمؤسسة اعتمادا على مجهوداتها الشخصية في البحث والممارسة والتعلم الذاتي . بعدما استفادت أمينة أشهبون من تكوين Genie تطورت مهاراتها تدريجيا في طريقة إنتاج المضامين الرقمية فكان أولها في مادة الرياضيات -الأعداد الكسرية – وذلك سنة 2007 . لكن هذا المنتوج الرقمي كانت تنقصه التفاعلية والتغذية الراجعة التي لايمكن إنجازها إلا بإتقان لغة البرمجة الخاصة بالحاسوب ما شكل دافعا قويا وحافزا لتعميق معارفها في البرمجة بمدرسة للتكوين المهني في الإعلاميات . الملف التربوي دليل الانترنيت وقفت على محطات مشرقة لهذه الاستاذة المجددة وأعدت الحوار التالي : كيف تقدمين مشروعك العلمي التربوي إلى الرأي العام التربوي؟ المشروع الذي فزت به في المباراة الوطنية السابعة للأساتذة المجددين كان عبارة عن سناريو بيداغوجي حول الشريط المرسوم bande dessinée حيث يمكن للمتعلم استكشاف وتعرف مختلف مكونات وخصائص الشريط المرسوم ، ثم بعد ذلك إنتاج شريط مرسوم حول موضوع البيئة باستعمال برنام الرسم MS Paint . يعمل المشروع على تنمية كفايات المتعلم التكنولوجية و التواصلية بصفة خاصة بالإضافة إلى كفايات أخرى إذ يعتمد على بيداغوجيتين حديثتين هما : 1- بيداغوجيا المشروع لأنها تضع المتعلم في وضعية تعليمية تعلمية يقوم خلالها بمجموعة من الأنشطة لإنتاج شريط مرسوم 2- بيداغوجيا الإدماج لأنها تجعل المتعلم يعبئمجموعة من التعلمات في مجال اللغة الفرنسية والإعلاميات والتربية التشكيلية لإنجاز المشروع. كيف يمكن إنتاج شريط مرسوم؟ الشريط المرسوم هو عبارة عن رسوم متتابعة تحكي لنا قصة معينة غالبا ما تكون مصحوبة بنص على شكل فقاعاتbulles لتمثيل الحوارات والأصوات les onomatopées ، فهي خليط من الفنون: القصة ،المسرح والسينما ثم التشكيل . كما أن للشريط المرسوم قيمة تربوية إذ يمثل مساحة شاسعة لمعالجة الأفكار وتبليغها بطريقة ممتعة وشيقة . لإنجاز شريط مرسوم نتبع باختصار المراحل التالية : - المرحلة 1 : تعرف واستكشاف مكونات وخصائص الشريط المرسوم - المرحلة 2: تحديد محور أو موضوع الشريط - المرحلة 3 : كتابة القصة مع تحديد الشخصيات و الأحداث و الأماكن - المرحلة 4 : تفكيك القصة إلى مقاطع لإنجاز السيناريو - المرحلة 4 : رسم المشاهد وكتابة الحوارات داخل الفقاعات - المرحلة 5 : تقييم ومراجعة المنتوج ترشيحك للمباراة هل كان انطلاقا من رغبة ذاتية أم بتحفيز من جهة ما؟ ترشيحي للمباراة كان انطلاقا من رغبة ذاتية حيث ترشحت مرتين قبل ذلك في المباراة الرابعة بمنتوج الأعداد الكسرية ثم في المباراة السادسة بموقع تعليمي . وبعد مشاركتي في ورشة القرب للتقاسم والتصويب بتقديم سيناريو بيداغوجي في مادة الرياضيات حول قياس الزوايا بحضور مجموعة من الفاعلين التربويين من مفتشين والمستشارة الجهوية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال بأكاديمية فاس- بولمان والمنسقين الوطني والجهوي والمحلي لبرنامج Genie ومجموعة من أساتذة االتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي بالإقليم ، جاءتني فكرة المشاركة بسيناريو بيداغوجي في المسابقة الوطنية السابعة لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم وكانت النتيجة مرضية والحمد لله باحتلالي الرتبة الثانية وطنيا في فئة السيناريو البيداغوجي. لقد كان لهذه الورشة أثر إيجابي في تطوير مهاراتي وتعميق مجال البحث في إنتاج السيناريو البيداغوجي من خلال التوجيهات القيمة والملاحظات البناءة للمشاركين. كيف تقيمين تجربة المباراة الوطنية للأساتذة المجددين في دورتها السابعة؟ لقد أتاحت مبادرة تنظيم المباراة الوطنية حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي أطلقتها كل من وزارة التربية الوطنية وشركة مايكروسوفت تحت شعار (شركاء في المعرفة) سنة 2005 الفرصة لانطلاق ورش ضخم للتجديد والارتقاء بالمنظومة التربوية، هدفه هو تشجيع الانخراط المكثف لهيأة التدريس في استعمال هذه التكنولوجيات، وحفزهم على الإبداع والتجديد في هذا المجال كما تهدف إلى التعريف بالمشاريع المتميزة والعمل على نشرها وتعميمها في أفق استثمارها ميدانيا .لكن أهم ما يميز هذه المباراة في دورتها السابعة هو توسيع قاعدة التباري التي شملت كل الأطر التربوية بما في ذلك المفتشين والمكونين والأساتذة وتشجيع العمل الجماعي إلى جانب العمل الفردي في مجال إنتاج مضامين رقمية متعددة الوسائط وكذلك سيناريوهات بيداغوجية تدمج الموارد الرقمية من أجل ضبط وتحسين استعمالها. وقد تم تتويج 9 مشاريع فائزة من بين 202 مشاركة خلال المنتدى السابع للأساتذة المجددين يوم 27 ماي 2011 بمركز التكوينات و الملتقيات الوطنية بالرباط ب حضور السيد و زير التربية الوطنية أحمد اخشيشن و السيدة الوزيرة لطيفة العبيدة وممثل ميكروسفت و شخصيات مغربية مهتمة بالتربية و التكوين وخبراء في مجال التكنولوجيات الحديثة. وقد عرف المنتدى كذلك تتويج الفائزين في المباراة الوطنية الخاصة بالتحفيز على استعمال البريد الإلكتروني taalim.ma لفائدة مديري ومديرات المؤسسات التعليمية والتي كان من بين الفائزين فيها مدير الثانوية التأهيلية مولاي إدريس نيابة فاس بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس- بولمان. وبموازاة مع فعاليات المنتدى أعطى السيد أحمد أخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر و السيدة لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي ، الانطلاقة الرسمية للبوابة الوطنية لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم taalimtice.ma التي تستهدف جميع الفاعلين بالحقل التربوي وتشمل ثلاث فضاءات : - فضاء الأخبار والمستجدات - فضاء الموارد الرقمية - فضاء التواصل والتشارك وتعتبر هذه البوابة البيداغوجية الرقمية قيمة مضافة ستساعد بشكل كبير في نشر الثقافة الرقمية بين الأطر التربوية ودعم استعمالات الموارد الرقمية في العملية التعليمية التعلمية . كفائزة وكممثلة لأكاديمية فاس – بولمان هل لديك كلمة توجهينها للمسؤولين عن القطاع؟ تبذل الدولة مجهودات جبارة لتسهيل إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في المنظومة التربوية وتوفيرها للجميع وتعتبر استراتيجية مشروع Genie خير دليل على ذلك حيث عمدت إلى تجهيز المؤسسات وتكوين الأساتذة والمديرين والمؤطرين التربويين إلخ...لكن رغم كل هذه المجهودات نلاحظ أن إقبال المدرسين على إدماج هذه التكنولوجيا كأداة ديداكتيكية في الممارسات الصفية جد محدود ،وذلك لعدة أسباب يرجعها الجميع إلى مقاومة التغيير عند البعض ، و عدم استمرارية التكوين وغياب التتبع الميداني من طرف المؤطرين من أجل رصد أثر التكوين المستمر في هذا المجال على الممارسات الصفية وتقديم التوجيهات المناسبة لإدماج منهجي سليم لهذه التقنيات. شخصيا أرى بأن نجاح هذا المشروع الضخم الذي سيساهم فعلا في الرفع من جودة التعليم لازال يتطلب مجهودات إضافية حتى لا يقتصر على بعض المبادرات والتطوعات المحدودة أهمها تكييف كل المنظومة التربوية مع هذا المتغير الجديد ابتداء من البرامج الدراسية و التتبع الميداني من أجل رصد أثر التكوين المستمر في هذا المجال على الممارسات الصفية وتقديم التوجيهات المناسبة لإدماج منهجي سليم لهذه التقنيات وتنظيم مباريات في مجال إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال على الصعيد الجهوي والمحلي لتحفيز الأساتذة على الإنتاج والانخراط في التجديد عوض الاكتفاء بمباراة وطنية. وفي الختام وكأستاذة مجددة أود توجيه بعض التوصيات للمسؤولين حتى لاينحصر نشاط الأستاذ المجدد في الجائزة فقط منها : - ضرورة ربط التجديد في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال بالبحث التربوي وبالمشاركة المكثفة للأساتذة المجددين. - ضرورة استثمار أمثل وأعمق للأستاذ المجدد حتى يكون قاطرة للتغيير المنشود نحو مدارس النجاح. فالأستاذ المجدد يملك من الطاقات الإبداعية ما يؤهله لاقتراح تصورات وإنتاج سيناريوهات حلول للمعضلات الآنية والمستقبلية. ذكرت سابقا بأنك شاركت في المباراة السادسة بموقع تعليمي هل يمكنك تقديمه للقراء؟ بعد إنتاج مجموعة من الدروس والتمارين التفاعلية في مادة الرياضيات واللغة الفرنسية ، عملت على تصميم وتطوير موقع تعليميwww.primtic.net خاص بتلاميذ القسمين الخامس والسادس لأتقاسمها مع المدرسين والتلاميذ ، لأن الموقع يتيح للمتعلم الولوج للمعرفة في أي مكان ومتى شاء كما يمكنه من المراجعة والتعلم الذاتي . مشروعك فاز بالرتبة العاشرة مالذي ينقصه؟ المشروع فاز بالرتبة الثانية في فئة السيناريو البيداغوجي لأن المباراة كانت تضم ثلاث فئات وكل فئة بها ثلاث فائزين : - فئة المضمون الرقمي الفردي . - فئة المضمون الرقمي الجماعي . - فئة السيناريو البيداغوجي . و كان مشروعا ناجحا يتضمن مضمونا رقميا من إنتاجي وسيناريو بيداغوجي يشرح مراحل استغلاله في العملية التعليمية التعلمية . وقد أثار استحسان لجنة التقييم لأنه يثير ملكة الإبداع لدى المتعلمين ويطور كفاياتهم اللغوية والتقنية والفنية . هل تعتزمين القيام بإنتاج مشروع جديد أم ستعملين على تطوير القديم؟ إن مجال المعلوميات هو مجال خصب للإبداع والتجديد فدائما هناك تطوير القديم وفرصة لإنتاج الجديد ,فأنا الآن بصدد تطوير الموقع التعليمي ليشمل مواد اخرى وجميع مستويات التعليم الابتدائي وإنتاج مضامين رقمية وسيناريوهات بيداغوجية تدمج السبورة التفاعلية في الممارسات الصفية . ماذا تعني بالنسبة لك تجربة التدريس باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال ؟ كوسيلة ديداكتيكية تقدم هذه التكنولوجيا عدة قيم مضافة للعملية التعليمية التعلمية أذكر منها : - توفير الوقت : إن الوسيلة البصرية والحسية ( الوسائل الحسية ) تعتبر بديلا عن جميع الجمل والعبارات التي ينطق بها االمدرس ويسمعها المتعلم والتي يحاول أن يفهمها ويكون لها صورة عقلية في ذهنه ليتمكن من تذكرها. - الإدراك الحسي : إن الألفاظ لا تستطيع أن تعطي المتعلم صورة حقيقية جلية تماما عن الشيء موضوع الشرح، ذلك لأن الألفاظ لا تستطيع تجسيد الأشياء مثلما الصورة والحركة ، وبالتالي يسهل الفهم والقدرة على التمييز. - محاربة اللفظية : عدم معرفة المتعلم أحيانا لبعض الجمل أو الكلمات، مما يتسبب بخلط المعنى لديه، ولكن بالصورة يتوضح المعنى أكثر . - تتيح للمتعلم فترة تذكر أطول للمعلومات من خلال إمكانية إعادة الشرح عدة مرات . - تشويق المتعلمين وتحفيزهم للاننخراط في التعلم من خلال إثارة انتباههم بالصورة والصوت والتفاعلية والتغذية الراجعة الفورية. - تساعد المتعلم على التعلم الذاتي. - تساعد على أنجاز مشاريع مع المتعلمين في إطار بيداغوجيا المشروع. تساعد على تطبيق آليات البيداغوجيا الفارقية . ماحدود توظيف هذه التقنية هل تشمل جميع المواد المدرسة أم تقتصر على مواد بعينها وفي لحظة يرى المدرس أنها ستشكل إضافة ذات مغزى؟ لم يعد استعمال التكنولوجيا الحديثة والمضامين الرقمية حكرا على مواد دراسية دون أخرى، بل يمكن توظيفها في جميع المواد حتى في الفلسفة والتربية البدنية ، حيث فاز مشروع في المباراة الوطنية السابعة في مادة الفلسفة وسبقه قبل ذلك مشروع آخر في مادة التربية الإسلامية . لهذا يبقى على مدرس أي مادة أن يحدد أهدافه وحاجاته والقيمة المضافة التي ستوفرها له هذه التكنولوجيا وتفتقر إليها طرق التدريس التقليدية. من خلال تجربتك ، ماهي مراحل وشروط نجاح منتوج تربوي معلوماتي ؟ قبل الخوض في إنتاج مشروع تربوي رقمي على المدرس أن يحدد حاجاته من استعمال التكنولوجيا الحديثة لم يجدها في الطريقة التقليدية و أن يأخذ بعين الاعتبار النظريات التي تتأسس عليها العملية التعليمية التعلمية خاصة النظرية البنائية التي تعتبر المتعلم العنصر الفعال في العملية التعليمية التعلمية عن طريق قيامه بأنشطة تنمي لديه روح الابتكار والاجتهاد وتهتم بالعمليات الداخلية للمتعلم من خلال استفزاز كيانه الداخل وتجعله ينتج الأفكار عوض الاقتصار على استقبال أفكار الآخرين. ثم يتبع المراحل التالية: - مرحلة تحديد أهداف المنتوج وغاياته. - مرحلة اختيار البرمجيات المناسبة . - مرحلة الانتاج : وتشتمل التخطيط والعمل على الورق ثم الاشتغال على الحاسوب. - مرحلة التقييم : من خلال تجربته مع المتعلمين في الفصل بحضور مدرسين لنفس المادة ،أو المؤطر التربوي للتأكد من القيمة التربوية المضافة للمنتوج وبالتالي تنقيح المنتوج وتفادي النقائص للحصول على المنتوج النهائي. كلمة اخيرة لا يسعني في الأخير إلا ان أشكر كل من قدم لي الدعم والتحفيز وأخص بالذكر السيدة النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو والسيدة المستشارة لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس- بولمان والسيد المنسق الجهوي لبرنامج جيني.هذا التحفيز الذي اعتبره تشريفا وتكليفا في نفس الوقت لأنه سيعطيني شحنة قوية لمزيد من البحث والعطاء في مجال إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في العملية التعليمية التعلمية . ورقة تعريفية : أمينة شهبون أستاذة التعليم الابتدائي ، حاصلة على الإجازة في العلوم ودبلوم تقني متخصص في التنمية المعلوماتية ،مكونة في برنامج Genie ومنشطة نادي الاعلاميات ونادي البيئة والصحة بمدرسة محمد الزرقطوني بصفرو .استفادت من تكوين Genie 1 و 2 Genie وتكوينات مستمرة أخرى مما ساعدها على تنمية مهاراتها في الإدماج البيداغوجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في الممارسات الصفية ومختلف الأنشطة التربوية الموازية لأن التكوين التقني في المعلوميات غير كاف لإدماج بيداغوجي ومنهجي للموارد الرقمية . والسيدة أشهبون من أشد الدعاة إلى الانخراط في إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في العملية التعليمية التعلمية للاستفادة من قيمتها المضافة لتحسين جودة التعليم ببلادنا ، لأن الأمر لم يعد اختياريا بل ضرورة فرضها التقدم العلمي والانفجار المعرفي الذي يعرفه العالم وتمكين أبنائنا من الإلمام بهذه التقنية لتقليص الهوة الرقمية بينهم وإدماجهم في المحيط العالمي. أعد الحوار وقدم له : عزيز باكوش