نظمت مؤخرا على المستوى الوطني ملتقيات حول اعتماد التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال في العملية التربوية لما لها من من دور في تطوير المؤهلات الذهنية للتلميذات والتلاميذ وتحفيزهم على التحصيل الدراسي ، وإذا كانت شهادات التلميذات والتلاميذ الذين حاورتهم «جريدة الاتحاد الاشراكي»تبرز أهميةاعتماد المعلوميات في حياتهم الدراسية والتربوية والعملية ، فإن بعض أساتذة مادة الإعلاميات يصرحون بأن أغلب الأساتذة يعجزون عن تحرير نص باستعمال الحاسوب و خاصة النصوص العلمية التي تحتوي على الرموز للرياضيات و الفيزياء ،و حول هذا الموضوع وإشكالياته حاورنا مدير أكاديمية جهة دكالة –عبدة عبد اللطيف الضيفي لتعرف مسار تطبيق برنامج في المؤسسات gènie التعليمية { البرنامج أو الخطة التي أعلنت عنها مديرية برنامج GENIE لإدماج تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في الوسط المدرسي تنبني على إستراتيجية وطنية، نريد السيد المدير أن نعرف و القارئ كذلك ما الذي يعنيه هذا البرنامج ؟ و أين يجد موقعه في البرنامج الاستعجالي ؟ يشكل انجاز و نشر مضامين رقمية موافقة للمناهج و المقررات الدراسية المعمول بها في المؤسسات التعليمية المغربية إحدى الركائز الأساسية للإستراتيجية الوطنية المعتمدة من أجل إدماج تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي و في هذا الإطار تم إتباع مجموعة من الخطوات غايتها اقتناء و تطوير و نشر موارد رقمية قيمة لفائدة التلاميذ و المدرسين بغية توظيفها توظيفا تربويا ملائما . يعتبر برنامج تعميم تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في التعليم بالمغرب GENIE مشاريع المهيكلة للورش الوطني المغرب الرقمي 2013 الذي يهدف إلى جعل تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات محركا للتنمية البشرية ، و مصدرا للإنتاجية و قيمة مضافة لباقي القطاعات الاقتصادية و للإدارة العمومية ، و أحد دعامات الاقتصاد و جعل المغرب في قلب المنظومة التكنولوجية الجهوية . يتموقع برنامج GENIE في قلب البرنامج الاستعجالي الذي يعد نفسا جديدا للإصلاح التربوي بالمغرب و ذلك تحت اسم المشروع E1P10 . فهو يعد تجسيدا للإستراتيجية الوطنية من أجل تعميم تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي خلال الفترة 2009 – 2013 و البرنامج يطمح إلى المساهمة في التحسين من جودة التعلمات و ذلك من خلال تعميم الأداة المعلوماتية و ذلك بمختلف استعمالاتها داخل المدرسة المغربية ، وتأتي هذه الإستراتيجية على خمس محاور مهمة : - تجهيز كافة المؤسسات التعليمية بالعتاد المعلوماتي و ربطها بشبكة الانترنيت - تكوين و إنماء القدرات المهنية في مجال استعمال تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي لفائدة الفاعلين التربويين ( هيأة التدريس – هيأة التأطير التربوي – هيأة الإدارة التربوية ) - اقتناء و ملاءمة و إنتاج الموارد الرقمية و وضعهما رهن إشارة المدرسات و المدرسين و التلميذات و التلاميذ عبر البوابة الرقمية الوطنية - تطوير استعمالات تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات من خلال التحسيس بقيمتها المضافة في التدريس و مصاحبة و تتبع الممارسات المرتبطة بإدماج هذه التكنولوجيات في منظومة التربية و التكوين - قيادة البرنامج من خلال تصريف الإستراتيجية الوطنية على الصعيد الجهوي و الإقليمي و المحلي في إطار تدبير تشاركي بين الإدارة المركزية و الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و النيابات الإقليمية . { كثر الحديث عن المؤسسة الرقمية أو كما يسميها البعض مدرسة المستقبل التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في العملية التربوية، فما الذي أعدته الوزارة لأجل تحقيق ذلك ؟ صحيح ، ولهذا فقد اتخذت الوزارة كل الإجراءات الضرورية في هذا المجال ، وذلك بتجهيز مجمل المؤسسات التعليمية بكافة أسلاكها ( الابتدائي – الثانوي الإعدادي – الثانوي التأهيلي ) على المدى البعيد بالعتاد المعلومياتي و الربط بشبكة الانترنيت ، بحيث سيتم تزويد جميع المؤسسات بالسلك الابتدائي بحقائب متعددة الوسائط و حواسيب داخل الحجرات الدراسية العادية ( المستويات 4 و 5 و 6 ) بالثانوي الإعدادي و الثانوي التاهيلي بالحقائب المتعددة الوسائط و قاعات متعددة الوسائط ثابتة و قاعات متعددة الوسائط متحركة ، ونعني بقاعة متعددة الوسائط الثابتة ، قاعة مجهزة خصيصا لاستقبال 15 إلى 20 حاسوبا خاصا بالتلميذات و التلاميذ و حاسوب موزع خاص بالمدرس(ة) مرتبطة في إطار شبكة داخلية و متصلة بشبكة الانترنيت ، وتتوفر هذه القاعة على مسلاط فيديو وشاشة للعرض ، ونعني بالحقيبة متعددة الوسائط حقيبة خاصة تحتوي على حاسوب محمول و مسلاط فيديو للاستعمال داخل الصف الدراسي من طرف المدرس و نعني كذلك بالقاعة متعددة الوسائط المتحركة ، عربة متحركة خاصة أو حقيبة تحتوي على 10 إلى 20 حاسوبا محمولا صغيرا خاصا بالتلميذات و التلاميذ و حاسوب محمول خاص بالمدرس(ة) يخضع الربط بشبكة الانترنيت داخل المؤسسات التعليمية لعملية تصفية تهدف إلى حماية المضامين المستعملة من طرف التلميذات و التلاميذ و المدرسات و المدرسين ، وتجدر الإشارة إلى أن مديرية منظومة الإعلام بالوزارة تضع مركزا للمساعدة التقنية رهن إشارة المؤسسات التعليمية المجهزة من أجل التدخل لحل المشاكل المرتقبة والمتعلقة باستعمال العتاد المعلومياتي و شبكة الانترنيت . { لا يخفى عليكم السيد المدير الدور الذي يلعبه التكوين في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات من تطوير للأداء المهني من جهة و الاستعمال والتعامل الجيد مع التقنيات الحديثة ، فهل هناك من إستراتيجية أو خطة في هذا الجانب ؟ من أجل ضمان التمكن الجيد من تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات بالمؤسسات التعليمية ، تم اعتماد خطة للإنماء المهني كإستراتيجية للتكوين ترتكز على معايير دولية ( اليونسكو ) في مجال التكوين في ميدان استعمال تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي و هي ترمي إلى تأهيل الفاعلين التربويين لاستخلاص القيمة المضافة لهذه التكنولوجيات في مجالات التدريس و التاطير التربوي و الإدارة التربوية و بالتالي تتوجه هذه الخطة إلى ثلاث فئات ( هيأة التدريس – هيأة التأطير التربوي – هيأة الإدارة التربوية ) ، ويحتوي هذا البرنامج على ثلاث مصوغات كبرى أساسية ألا وهي مصوغة المبادئ الأولية في الإعلاميات موجهة إلى المبتدئين من الفئات الثلاث ، ومصوغة الجدع المشترك موجهة إلى الفئات الثلاث و مصوغات خاصة بكل فئة على حدة . بالإضافة إلى المصوغات المذكورة هناك مصوغات خاصة بالتعميق في مجال تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي تتم صياغتها في إطار شراكات دولية ، تهدف هذه المصوغات إلى تنمية قدرات المدرسات و المدرسين فيما يتعلق بأنشطة الحياة المدرسية و كذا السيناريو البيداغوجي المرتبط بالمناهج ، وتهدف مصوغة التكوين في مجال الاستعمالات التربوية للسبورة التفاعلية إلى ضمان الاستغلال الأمثل للقيمة المضافة لهذه الأداة المجددة . وفي إطار الشراكة الدولية ، تم إحداث المركز المغربي – الكوري للتكوين في مجال تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي بالرباط ، سيستقبل دفعات من المدرسات و المدرسين بهدف تكوينهم في مجال إدماج هذه التكنولوجيات . { وماذا عن الموارد الرقمية ضمن برنامج GENIE ؟ استنادا إلى دراستين تم انجازهما في شأن دراسة الحاجيات و الأولويات في مجال اقتناء الموارد الرقمية و كذا في شأن إحداث مختبر وطني للموارد الرقمية تقوم إستراتيجية البرنامج بتفعيل العمليات التالية - اقتناء الموارد الرقمية الخاصة بكل مستوى دراسي على حدة خلال الفترة 2009 – 2013 - إحداث المختبر الوطني للموارد الرقمية الذي تعهد إليه مهمة الملاءمة و المصادقة على الموارد الرقمية الموجودة و كذا إنتاجها وطنيا كما يضمن هذا المختبر يقظة تكنولوجية على الموارد الرقمية على شبكة الانترنيت. تقوم الإستراتيجية أيضا بإحداث البوابة الرقمية الوطنية التي ستضمن إعلاما واسعا في مجال إدماج تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي لفائدة الفاعلين التربويين و كافة مكونات المجتمع ، كما ستوفر هذه البوابة أدوات للتواصل و التقاسم و العمل التشاركي وستضمن البوابة الرقمية الوطنية نشر الموارد الرقمية المقتناة و المنتجة و وضعها رهن إشارة مستعمليها في المجال التربوي عن طريق تحميلها مباشرة عبر شبكة الانترنيت . { معلوم أن تطوير استعمالات تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي و إدماجها يتطلب عدة بيداغوجية و تقنية حديثة ، وفي ظل الوضع الحالي للمؤسسات التربوية هل تعتقدون تحقيق ذلك ؟ بالفعل لأننا دائما متفائلون بالغد هذا من جهة و من جهة أخرى دعني أخبرك كون مديرية برنامج GENIE قد وضعت خطة عمل لتطوير استعمالات تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي لضمان مصاحبة و تتبع الممارسات الجيدة في مجال إدماج هذه التكنولوجيات و ترتكز هذه الخطة على أربع عمليات: 1 – عملية التحسيس ، وتهدف إلى تحسيس كافة الفاعلين والمتدخلين التربويين باستعمالات تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي من خلال مخطط تواصلي محكم . 2 – عملية الإعلام و التعريف بالممارسات التربوية الجيدة في مجال إدماج تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي من خلال رصد و توثيق هذه الممارسات على شكل تسجيلات سمعية بصرية و نشرها على أوسع نطاق عبر البوابة الالكترونية ، وكذا عن طريق تنظيم عدد من الملتقيات الوطنية و الجهوية بتنسيق مع الأكاديميات ، كما يعني هذا الجانب من الإستراتيجية بتشجيع الممارسات الجيدة من خلال الجائزة السنوية للممارسات الجيدة في مجال إدماج تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي 3 – عملية المصاحبة التي تهدف إلى تقديم الدعم المنهجي و التطبيقي لمستعملي تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي من خلال ورشات وطنية و جهوية . 4 – عملية تتبع و تقييم استعمالات تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي ، في إطار المرصد الوطني لاستعمالات تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي الذي سيحدث لضمان تتبع يقظ للاستعمالات من خلال انجاز دراسات اعتمادا على قاعدة مؤشرات وطنية وكذا من خلال نشر مقالات علمية تحسيسية و تقارير دورية ، ويسعى هذا المحور أيضا إلى تتبع مجتمعات الممارسة التي يشكلها مستعملو تكنولوجيات المعلومات و الاتصالات في المجال التربوي عن طريق استغلال شبكة الانترنيت بغرض التشبيك الافتراضي بين المستعملين من خلال استعمال وسائل التواصل و العمل التشاركي المتاحة ، ويعنى هذا المحور أيضا بتتبع ورشات التقاسم و التعميق و التصويب . { كيف ستتم في نظركم عملية أجرأة مشاريع البرنامج الاستعجالي في هذا المجال و تفعيلها ؟ هناك ضمن برنامج GENIE محور القيادة و الذي يسعى إلى ضمان أجرأة الإستراتيجية تفعيلا لمضامين البرنامج الاستعجالي من خلال تحقيق العمليات التالية. - التنسيق والمصاحبة وتتبع الإستراتيجية على الصعيد الجهوي و الإقليمي و المحلي ، وفي هذا الصدد يسهر المنسق الوطني للبرنامج على تنسيق تنفيذ الإستراتيجية بالأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و يتأكد من أجرأة البرنامج في إطار المشروع E1P10 من البرنامج الاستعجالي . - ضمان انخراط الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في تنفيذ البرنامج من خلال تفعيل مبدأ التعاقد الذي يربطها بالإدارة المركزية . التسيير الجيد للمشروع في إطار مكتب تدبير المشاريع PMO الذي تتبناه الوزارة لضمان أجرأة وحسن تسيير كافة مشاريع البرنامج الاستعجالي . { ما هو مشروعكم الجهوي فيما يتعلق بتعميم تقنيات المعلومات و الاتصالات ، و النتائج المحققة و المتوخاة ؟ إن هدف الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة دكالة عبدة مند تعميم تكنولوجيات الإعلام و التواصل بالإدارات الجهوية و الإقليمية و المؤسسات التعليمية و مراكز التكوين يتمثل في : - تحسين التواصل الإداري بين المؤسسات التعليمية و الإدارات الإقليمية ، وبين هذه الأخيرة و الأكاديمية الجهوية . - تسريع وتيرة معالجة الملفات و ضبط معطياتها - تطوير الأداء المهني لأطر هيئة التدريس و هيئة الإدارة و هيئات التفتيش. - استعمال الموارد الرقمية في التدريس - حفز المبادرات الفردية و الجماعية لإنتاج موارد رقمية و تقاسمها. { البرنامج الإستعجالي يولي أهمية كبرى لمنظومة التكوين (المشروع الأول من المجال الأول E1P10 ) و هي فرصة لا يجب أن نضيعها ، فكيف تمت ترجمة تفعيله على مستوى الجهة ؟ إن المتتبع لتدابير هذا المشروع، لاسيما التدبير الثاني المتعلق بتكوين الفاعلين التربويين في تكنولوجيات الإعلام و التواصل سيقف على نتائج جيدة في هذا المجال، ويتجلى ذلك في تكوين زهاء 1648 أستاذا و أستاذة في مصوغاتي PDP TICE و 237 مدير و 612 أستاذا متدربا بمراكز التكوين الأربع. ويرجع الفضل في النتائج المحققة إلى الطاقم التربوي و الإداري الذي يسهر على هذه التكوينات و المتمثل في المكونين الرئيسيين و أساتذة مراكز التكوين و المنسقين الجهويين و الإقليميين . وخلال الموسم الدراسي 2010- 2011 تمت برمجة تكوين 1250 إطارا ينتمون لهيئات التدريس و الإدارة و التأطير و المراقبة التربوية ، كما سيتم تنظيم أربع ورشات التأطير عن قرب كل شهر و ذلك ابتداء من شهر يناير 2011 . { من خلال تجربتكم و المسؤوليات التي تحملتموها في المجال التربوي ، ما هي أفق تعميم تكنولوجيات الإعلام و التواصل بالجهة ؟ و ماهي نسبة تغطية المؤسسات بالقاعات المتعددة الوسائط ؟ إن تعميم تكنولوجيات الإعلام و التواصل في الحقل التربوي بالجهة في تطور مضطرد ، واستعمال الموارد الرقمية بدأ تدريجيا في عدة مواد دراسية بالأسلاك التعليمية ، رغم بعض الصعوبات الطبيعية التي توجه كل تغيير ، إلا أن الأكاديمية و على غرار باقي الأكاديميات الجهوية ، أخذت على عاتقها مواصلة تغطية جميع المؤسسات التعليمية بالعتاد المعلوماتي بموازاة مع تنظيم دورات تكوينية لأطر هيئات التدريس و الإدارة لتأهيلهم و إعدادهم لاستعمال هذه التكنولوجيات في التدريس بالنسبة للأساتذة ، و للتواصل الفوري بالنسبة لباقي الأطر .