احتفت طنجة الأسبوع الماضي، بذكرى مرور عقد على رحيل محمد شكري (1935 2003) صاحب رواية "الخبز الحافي"، بعرضها مسرحية "رجل الخبز الحافي"، التي تعالج سيرة الكاتب الراحل محمد شكري بقالب مسرحي يشير، مؤلف النص في حديث ل "هنا صوتك". "الكاتب المغربي محمد شكري تجربة أدبية سابقة في المغرب، نظراً للبساطة التي اعتمدها في إيصال المعنى دون اهتمام بالتصنع والتكلف، وهو يصف العالم الهامشي للمغرب خلال أربعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى تجربته الإنسانية والأدبية ككاتب عصامي، بعدما التحق بالتعليم متأخراً (في سن العشرين)، الشيء الذي جعل منه كاتباً استثنائياً ذي صيت عالمي"، يقول الناقد المغربي محمد برادة. شكري حاضر في طنجة "شكري ما يزال حياً في طنجة! روحه ما زلت تحلقُ فوق سمائها التي كانت حاضرة في جل أعماله، يقول الزبير بن بوشتى مؤلف مسرحية "رجل الخبز الحافي"، التي قدمتها فرقة باب البحارة بالمعهد الفرنسي الأسبوع الماضي بمدينة طنجة (أقصى الشمال)، بمناسبة مرور ذكرى عشر سنوات على رحيل الشحرور الأبيض، بالتزامن مع تأسيس "مؤسسة محمد شكري". "كان مساء بارداً حين حملتُ سماعة هاتفه من منزله في طنجة، واتصلت به لأطمئن عن أحواله. أجابني وهو مستلق على سريره في المستشفى العسكري بالرباط، وأخبرني بأن حالته الصحية ليست على ما يرام، لتنهمر دموعي دون توقف"، هكذا تقول "فتحية" خادمة الراحل محمد شكري. تتابع بعد أن تستعيد أنفاسها نتيجة التأثر: "كان ذلك في 13 نوفمبر من عام 2003 قبل رحيله بيومين، الآن مرت عشرة سنوات على رحيله، لكنه مازال حاضراً بيننا بروايته الخبز الحافي". تتذكر بعدها تفاصيل أيامه الأخيرة: "شكري تنبأ برحيله، حين قال لي ذات مساء: لم يتبق لي كثيرا لأغادر هذا العالم يا فتحية"، بمرارة تكمل فتحية التي اشتغلت معه لمدة 25 عاما. انتهاك وصيّة شكري "بعد مرور خمسة عشرة يوما على دفن محمد شكري، طلبنا اللقاء بوزير الثقافة آنذاك محمد الأشعري من أجل الاستفسار حول وصية شكري التي طالب فيها أصدقاءه بإنشاء مؤسسة تحمل اسمه، الشيء الذي لم يحدث. وبعد مرور عقد على رحيله يعلن عن تأسيسها قبل أسبوع فقط"، تقول مليكة شيكر، أخت محمد شكري في تصريح ل "هنا صوتك"، متابعة "نطالب بتفعيل وصية الراحل "محمد شكري" في إنشاء مؤسسة تخلدُ اسم الراحل". وعن سبب تأخر تفعيل مؤسسة شكري، قالت أخته إنها لم تتلق ردا من أصدقائه "الذين كانوا محيطين به عشية وفاته، والذين سلمهم الشحرور الأبيض وصية مشروع مؤسسة شكري، لتختفي هذه الوصية بعد ذلك". لعنة كتابه تلاحقُ عائلته "كان يتصل بنا مرة تلوى الأخرى، كما أنه سبق وزار قبيلة آيت شيكر بإقليم الناظور (شرق الريف) التي غادرها وهو طفل، لكن أختنا "رحيمو" قاطعته لسنوات، بسبب ما تطرق إليه من أسرار عائلية في "الخبز الحافي"، روايته التي ترجمت إلى ثمانية وثلاثين لغة. هكذا جاء حديث أخت الراحل مليكة شكير، التي تابعت في تصريح ل "هنا صوتك": "صراحة لم أطلع عليها ولا شاهدت الفيلم، لكنني كنت أزوره بين الفينة والأخرى، بعكس عبد العزيز ورحيمو اللذان قاطعاه. رفضنا رفضا قاطعا نشره للرواية. كان على الراحل أن يكتب على نفسه لا على العائلة. رحيمو كانت ضد فكرة أن يوظف الراحل محمد شكري في روايته مقاطع ضد والده وعائلته". وهذا أيضا ما أكدته خادمته فتحية (57 عاما)، مشيرة إلى "أنّ أخاه عبد العزيز لم يسبق له أن زاره في منزله بطنجة، على عكس مليكة التي ظلت تزوره باستمرار. مؤسسة محمد شكري الجديدة أعلنت أنها ستطلق جائزة في مجال الكتابة الأدبية تحمل اسم الراحل، بحسب ما أكدته أخته مليكة. كما تأمل خادمة شكري الوفية له في تحسين وضعيتها المادية بعد تأسيس المؤسسة وعودة الاهتمام بتراث شكري وميراثه الأدبي. * هنا صوتك - إذاعة هولندا الدولية